مع انطلاق «مسبار الأمل» الإماراتي باتجاه كوكب المريخ، من الممكن تلخيص الهدف العلمي المرجو تحقيقه من هذه المهمة العلمية الفريدة، في: توفير صورة كاملة ومتكاملة للغلاف الجوي لهذا الكوكب، وهو الهدف المتفق عليه من قبل مجتمع الخبراء والمتخصصين في دراسات المريخ.
وسيتم تحقيق هذا الهدف، من خلال دراسة المسبار لمناخ المريخ، بشكل يومي، وعبر الفصول المناخية المتعاقبة، بالإضافة إلى الأحداث المناخية، مثل العواصف الترابية الهائلة، والتباينات المناخية بين المناطق الجغرافية المختلفة على سطح الكوكب، وهو بذلك ما يجعل مسبار الأمل عن حق، أول «قمر اصطناعي لدراسة مناخ المريخ»، مثله في ذلك مثل الأقمار الاصطناعية المعنية بدراسة الغلاف الجوي والطقس والتغيرات المناخية على كوكب الأرض.
وسيتم ذلك من خلال قيام «مسبار الأمل»، بالدراسة والتحليل العميق لطبقات الغلاف الجوي للمريخ، وتوفير كم هائل من البيانات والمعلومات، ستوظف للإجابة على عدة أسئلة لا زالت مستعصية على علماء الفلك والدراسات الفضائية، مثل السبب في التغيرات المناخية الضخمة والهائلة التي وقعت في الغلاف الجوي، منذ الوقت الذي كان فيه الكوكب قادراً على الاحتفاظ بالماء حتى يومنا هذا، والذي ترقق فيه الغلاف الجوي، لدرجة أنه أصبح لا يمكن أن يتواجد الماء على المريخ إلا في حالتين فقط، جامد كثلج، أو كبخار فقط. وهو ما من شأنه أن يساعد أيضاً على فهم كيف ولماذا يفقد الغلاف الجوي للمريخ محتواه من غازي الهيدروجين والأوكسجين، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة بين الطبقات العليا والسفلى من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، كوكب المريخ.
كل هذه المعلومات والبيانات، ستتم مشاركتها مع أكثر من 200 جامعة ومركز بحث فضائي متخصص، ضمن مفهوم المشاركة المعرفية العالمية، والتي ستستخدم لفهم الغلاف الجوي للكوكب الأزرق، كوكب الأرض، ودراسة التطورات والتغيرات التي خضع لها عبر ملايين السنين، وتتلخص أهمية هذه الدراسات، بأن الغلاف الجوي على كوكب الأرض، بمكوناته، بتركيزاتها المختلفة، وتوزيعها على الطبقات المختلفة، وبطبيعة تغيراته اليومية والفصلية، يعد أحد أهم شروط استمرار الحياة كما نعرفها حالياً، كما أن التغيرات المناخية التي أصبح يتعرض لها كوكبنا، والناتجة في معظمها عن النشاطات البشرية، وخاصة الصناعية وفرط استهلاك الوقود الأحفوري، تعتبر من أهم التحديات التي ستواجه الأجيال الحالية والقادمة من الجنس البشري، حيث يتوقع أن تكون لها تبعات فادحة على جميع جوانب الحياة الإنسانية المعاصرة.