الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء ومحللون: أنقرة في عزلة لتدخلها في العالم العربي

خبراء ومحللون: أنقرة في عزلة لتدخلها في العالم العربي
19 يوليو 2020 01:13

شادي صلاح الدين (لندن)

أجمع عدد من الخبراء والمحللين السياسيين على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يحقق أياً من أطماعه التي يسعى إليها في منطقة الشرق الأوسط، مشددين على أن الرئيس المثير للجدل يفتقد للقوة الدبلوماسية والسياسية، بجانب تزايد عدد المعارضين لسياساته، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أوروبا.
وأوضحوا أن سياسات الرئيس التركي، بدءاً من التسبب في تفاقم الصراعات في سوريا وليبيا وتوجيه ضربات لا مبرر لها في العراق، لم تعمل إلا على زعزعة استقرار الدول العربية، إضافة إلى أن السفن التركية التي تبحر في البحر المتوسط، وتتشاجر حول موارد الغاز، قد فاقمت من أزمتها مع اليونان وقبرص، عضوي الاتحاد الأوروبي.
وقال الخبراء الذين استطلعت آراءهم شبكة «بلومبرج» الأميركية، إنه بعد عقدين من الحكم في ظل أردوغان الذي يحاول توسيع نفوذه في منطقة كانت تحت الحكم العثماني لمئات السنين، تعاني تركيا الآن الصراع المستمر، وتعارضه الحكومات العربية ذات الوزن الثقيل، فضلاً عن تدهور علاقات أنقرة مع حلفائها التقليديين.
وانتقد تيموثي آش، كبير المحللين الاستراتيجيين في الأسواق الناشئة، عدم اتخاذ الاتحاد الأوروبي أي إجراءات قوية حتى الآن لمواجهة أردوغان، لافتاً إلى أن الرئيس التركي دائماً ما يروج لأن أي عقوبات ستفرض عليه ستضر بعض الدول الأوروبية أيضاً، من أجل دفع بعض دول الاتحاد إلى رفض فكرة فرض أي عقوبات على تركيا، في ظل التكاليف التي يواجهونها مع انتشار جائحة فيروس كورونا وتأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي.
وأشاروا إلى أنه بالنسبة لليبيا، فإن تدخل تركيا المستمر في هذا البلد العربي يضعها في مواجهة محتملة مع أكبر جيش في المنطقة، وهو الجيش المصري، الأمر الذي لا يستطيع أردوغان حساب تبعات الصدام معه جيداً.
وأضافوا أن هجوم تركيا العام الماضي على الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة في سوريا، والذين قاتلوا على الخطوط الأمامية للحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، تسبب في غضب في أوروبا والكونجرس الأميركي. 
وقال فادي حكورة الذي يدير برنامج تركيا في مركز تشاتام هاوس في لندن: «أردوغان يبدو معزولاً بالفعل، وعدد أصدقاؤه قليل جداً، فيما تضم قائمة منتقديه في المنطقة دولاً قوية ومهمة».
وأكد الخبراء أن استمرار الرئيس التركي الدفع بأن عملياته العسكرية في سوريا وليبيا ستعمل على حماية أمن أوروبا، لم تقنع أبداً الدول الأوروبية التي تشعر بالقلق من السياسة التركية العدوانية.
وقال نهاد علي أوزكان، الخبير الاستراتيجي في مؤسسة أبحاث السياسة الاقتصادية في أنقرة: «يطمح أردوغان إلى المطالبة بقيادة المسلمين لتحقيق النفوذ الإقليمي، ولم يحقق أي مكاسب في هذا المجال، محذراً من أن أردوغان يواجه خطر تشكيل ائتلاف مضاد له من الدول الغربية والدول العربية الرافضة لسياساته الخارجية والتدخل في شؤونها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©