في فترة زمنية لا تزيد على أربع وعشرين ساعة، قدَّمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، والمكسيك، وكازاخستان، ما يعني أنها خلال هذه المدة الوجيزة وصلت إلى قارات أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، لتغطي احتياجاً ملحاً للغذاء والدواء في هذه الدول، ولتنقذ عشرات الآلاف من البشر من الجوع والمرض والموت.
فقد وصلت، مساء الثلاثاء الماضي، إلى أفريقيا الوسطى، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، طائرة تحمل 52 طناً مترياً من البسكويت عالي الطاقة المنقذ للحياة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي. وتكفي هذه الكمية لتوفير حصص المساعدات الطارئة لـ35 ألف مستفيد خلال شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين. ويمكن للوجبات الخفيفة المغذية، كالبسكويت عالي الطاقة، وفقاً لما نُشر عنها، أن تكون «منقذة للحياة في الأيام الأولى لحالة الطوارئ، عندما تفتقر المجتمعات المتضررة لإمكانية الوصول إلى الأطعمة الأساسية ومرافق الطهو، وتعتمد على المنتجات الجاهزة ذات السعرات الحرارية العالية، لإبقائها على قيد الحياة، إلى حين توافر الوجبات الكاملة».
وتتضح أهمية هذه المساعدة، إذا علمنا أن جمهورية أفريقيا الوسطى قد صُنفت دولياً منذ عام 2017، بوصفها تعاني «مجاعة حادة». وفي تطور أخير، فقد اضطُر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض مساعداته للاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى بنسبة 50% خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، بسبب نقص التمويل، وأنه من المتوقع أن تتوقف هذه المساعدات تماماً في شهر أغسطس المقبل، وفقاً لتقرير نشرته «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» على موقعها الإلكتروني يوم 9 يوليو 2020.
ومساء الثلاثاء الماضي أيضاً، وصلت إلى المكسيك طائرة مساعدات من دولة الإمارات العربية المتحدة، تحمل 10 أطنان من الإمدادات الطبية وأجهزة الكشف عن فيروس كورونا. وسوف تدعم هذه المساعدات جهود 10 آلاف شخص من العاملين في المجال الصحي، وتيسّر لهم أداء مهمتهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها؛ إذ وصل عدد إصابات كورونا في المكسيك إلى أكثر من 300 ألف، وعدد الوفيات إلى أكثر من 36 ألفاً، لتحتل بذلك المركز الرابع عالمياً في عدد وفيات كورونا.
وصباح يوم الأربعاء 15 يوليو 2020، كانت طائرة إماراتية تحط رحالها في كازاخستان، وهي تحمل على متنها 8 أطنان من الإمدادات الطبية وأجهزة الكشف عن فيروس كورونا، للإسهام في دعم 8 آلاف من أعضاء الكادر الطبي والصحي. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتلقى فيها كازاخستان إمدادات ومساعدات طبية خلال أزمة كورونا؛ إذ سبق أن أرسلت الدولة في أبريل الماضي طائرة تحمل 13 طناً من المساعدات إلى البلد الآسيوي الصديق.
إن هذه المساعدات التي غطت ثلاث قارات في غضون يوم واحد تقريباً، تكشف عن ثوابت مستقرة تحكم العمل الخيري وتقديم المساعدات الإنسانية في دولة الإمارات، من أهمها أنها تمد يد المساعدة للبشر بوصفهم بشراً، دون أي تفرقة بينهم بحسب اللون أو العرق أو الدين، فالشيء الوحيد الذي يجمع بين مواطني أفريقيا الوسطى وكازاخستان والمكسيك في هذا الظرف، هو الحاجة الماسة إلى مَن يقدم لهم يد العون.
وإذا كانت المساعدات الإماراتية ذات الطابع الإنساني قد أصبحت أمراً ثابتاً ومستقراً منذ وقت طويل، فإن أزمة كورونا شهدت زيادة للمساعدات المرتبطة بمواجهتها حول العالم، حيث تزيد على 1069 طناً، وصلت إلى 72 دولة تقريباً، واستفاد منها أكثر من 1000000 من العاملين في المجال الطبي، ليكون ذلك شاهداً جديداً على اليد الإماراتية التي تمتد بالخير إلى العالم بأسره.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.