الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات تستعين بالروبوتات لمعالجة النفايات

الشركات تستعين بالروبوتات لمعالجة النفايات
18 يوليو 2020 00:13

حسونة الطيب (أبوظبي)

عندما حظرت الصين استيراد نفايات المنتجات القابلة للتدوير في عام 2018، اتجهت العديد من الشركات الغربية، للاستعانة بتقنيات الروبوتات لتعزيز مقدراتها لمعالجة النفايات. وكشف هذا الحظر، مدى هشاشة البنية التحتية لعمليات التدوير، بحسب فاينانشيال تايمز. 
وللقيام بعمليات تدوير ذات تكلفة معقولة وبطريقة آمنة وشاملة، ينبغي تقسيم النفايات على حسب تصنيفها، ليتم بيعها وفقاً لنوع السلع. ويعتقد خبراء الروبوتات، أن الرؤية الحاسوبية والشبكات المترابطة ووحدات الروبوتات، يمكن أن تتيح نهجاً أكثر مرونة وذكاءً لإعادة التدوير. ويمكن للروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التعرف على قطع النفايات بناءً على الإشارات المرئية مثل، الشعارات والألوان والملمس، لفرزها وتفكيكها.
على سبيل المثال، يمكن للروبوتات، التعرف على شعار شركة نستله من خلال التعرف على صورة بقرة ومن ثم افتراض أنه منتج ألبان. ويكون أداء مثل هذه الأنظمة مثالياً في اكتشاف العناصر الصغيرة مثل، كبسولات القهوة المستخدمة في آلات النسبريسو، والتي رغم أنها قابلة لإعادة تدويرها تقنياً، إلا أن ذلك لا يتم في العادة. وبما أن الروبوتات أصبحت أكثر ذكاءً بفضل الذكاء الاصطناعي، فيمكنها تصنيف النفايات لوحدات متفرعة كلٍ حسب نوعه. 
وفي الوقت الحالي، تمر منتجات النفايات، على سير ناقل وصولاً إلى حيث يتم فرزها وتصنيفها، بمشاركة مزيج من الآليات والعمالة البشرية. لا يخلو عمل فصل النفايات، من تعرض العاملين للمخاطر والأوساخ وهم يعملون على فرز كل شيء، من الإبر المستخدمة في فحص الحيوانات الميتة والحفاضات المستخدمة وعلب البروبان القابلة للانفجار. يمكن للآليات، فرز العناصر الجاهزة للتدوير، بيد أنه ليس في مقدورها فصل هذه العناصر عن بعضها البعض. وعلى سبيل المثال، تحتوي أكواب الشاي والقهوة وعلب الزبادي الجاهزة، على أجزاء منها قابلة للتدوير، لكن ليست هناك طريقة سهلة لتفكيكها. وتعكف شركة أيه أم بي روبتكس، العاملة في كل من أميركا وكندا واليابان وقريباً في أوروبا، على تركيب تقنياتها في آليات قائمة بالفعل، لتقليل الحاجة لتغييرات كبيرة في البنية التحتية. كما تعمل أيضاً، في تركيب أنظمة رؤية تسهم في توفير تحليل البيانات، التي تساعد المرافق على رصد معالجة المواد ومستويات النقاء. وتوفر هذه التقنية، فرص عمل مستدامة لوظائف لم يتم شغلها. وتوجد العديد من أنواع الوظائف التي تتسم بالملل والأوساخ والمخاطر، التي تعتبر مناسبة للغاية للروبوتات والذكاء الاصطناعي لأدائها. 
ومن المتوقع زيادة أهمية فصل المنتجات عن بعضها البعض بالنسبة لقطاع التدوير، خاصة وأن معظم النفايات مكونة من الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية والأجهزة المنزلية الذكية والسيارات الكهربائية. وغالباً ما يدخل في تكوين هذه الأجهزة والسيارات، مواد غالية الثمن مثل، الذهب والفضة والبلاتين والكوبالت. ويرى بعض الخبراء، أن قطاع السيارات هو من بين الأهداف الرئيسية للمزيد من عمليات التدوير، في الوقت الذي زادت فيه المواد الإلكترونية التي تدخل في صناعة السيارات، بينما تحتوي الكهربائية منها، مواد خام عالية القيمة.  ويقول البروفيسور شاهين رحيمي، أستاذ الهندسة المستدامة في جامعة لوبورو بالمملكة المتحدة، :«تركز طريقة تدوير السيارات التي نسلكها في الوقت الحالي على، استخلاص 3 مواد رئيسية، المعادن والنحاس والألمنيوم والتي تشكل 60% من القيمة الإجمالية. وفي السيارات الكهربائية، تتركز معظم القيمة في المعادن الثمينة مثل، الذهب والبلاتين التي تشكل 4 إلى 5% من وزن السيارة. لذا، نتحول من 60% من وزن السيارة التي توفر قيمة تدوير بنحو 80%، إلى وزن لا يتجاوز 5% فقط». يأمل الخبراء، أن يساعد هذا المزيج من الكفاءة المدعومة بالأتمتة والمقدرة على استخلاص مواد أكثر قيمة موجودة في النفايات الرقمية، قطاع التدوير، على التعامل مع المزيد من النفايات وإعادة توظيفها. زاد كوفيدـ 19، من الأهمية الاقتصادية لتحسين عمليات التدوير، في الوقت الذي تسعى فيه العديد من البلدان، لجلب المزيد من سلاسل توريدها، قريباً من أراضيها. 
وفي حين، تثير الأتمتة قلق الكثيرين بشأن مساهمتها في زيادة معدلات البطالة، يعاني قطاع التدوير في الحصول على القوة العاملة الكافية. وعانى قطاع التدوير في أميركا، من نقص في الأيدي العاملة خلال السنوات القليلة الماضية. وبالحد من تدفق العمال الأجانب الذين يقومون بأداء وظائف لا يرغب فيها السكان المحليون، من المتوقع أن يتلقى قطاع التدوير في المملكة المتحدة، ضربة كبيرة، بعد مغادرته منظومة الاتحاد الأوروبي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©