الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ألعاب من زمن الأجداد

ألعاب من زمن الأجداد
18 يوليو 2020 00:15

علي معالي (دبي)

الألعاب الشعبية لها شغفها، وهي إحدى أجمل المراحل التي عاشها آباؤنا، ونتذكرها بين الحين والآخر، وتعتبر موروثاً مهماً للغاية، ولا بد من الحفاظ عليه جيلاً بعد جيل كونه أثراً مهماً.

الجميل في الألعاب الشعبية أنها كانت تمارس في الماضي من أجل المتعة وإضفاء جو من التسلية، ولا مجال بها للصراع والتحدي في الكثير من الأوقات، وكان يتم تأديتها بشكل جماعي مما يضفي على المشاركين فيها أجواء ضحك وحب وتسلية في وقت واحد.
الألعاب الشعبية بسيطة للغاية كونها تتكون من أدوات بسيطة أيضاً من الطبيعة التي كان يعاش فيها، وكان دائماً الوقت المناسب لممارسة هذه الألعاب ما بين العصر حتى أذان المغرب، في أرجاء مختلفة من الفريج، ونسبة التسلية والمرح تكون أكبر لدى الأطفال مقارنة بالكبار، لكنه في العموم كانت أجواء احتفالية يومية خاصة إذا كان الطقس مناسباً.

وكانت الألعاب تختلف داخل دولتنا من مكان لآخر، وذلك بحسب المنطقة الجغرافية، حيث تلعب البيئة دوراً مهماً في تنوع الألعاب الشعبية، ونرى أنه مثلاً في ألعاب البيئة الريفية تتميز بأنها أكثر تعبيراً ومحاكاة للبيئة والعادات والتقاليد وتتسم بالبساطة الكبيرة والحركة في نفس الوقت، والسبب في ذلك أن أطفال تلك المناطق يعتمدون على مخلفات أشجار النخيل والسمر وغيرها لصنع ألعابهم التي منها: الصقلة، القفة، أم البيت، الكونة، المجلاع، الهبة، الهول، الحرب، التبة.
وعند أهل الساحل كانت الألعاب الشعبية لها لون آخر جميل للغاية خاصة، وأن ممارستها كانت تتم  بالقرب من البحر، ومنها: لعبة الديك والدجاجة، وهي مخصصة للصبيان، والفتيات كن يلعبن اليغيرة وصاقف لاقف، ولكن الكبار كانت لهم ألعاب أخرى أكثر قوة مثل: الجحيف والحبل وكرة السيطان، وكون الألعاب قريبة من البحر كان الاستخدام، كذلك للقواقع والصدف، إضافة إلى ممارسة السباحة، وألعاب الغوص.
وكانت أصوات وأهازيج الأغاني خاصة من الفتيات عنصراً مهماً في غناء العصاري، كما كانوا يقولون في تلك الأزمان، وأصوات الفتيات كانت تتعالى بالعديد من الأغاني التي كانت تشع البهجة بين الجميع ومنها مثلاً: يا جرادة طيري طيري والحقي العصفور.. يا ويل من له ياعده.. والذيب غيل في الغنم.. ولا بي عسر من دين.. بي من باطن حشايه.

واللعبة الشعبية التي ربما تواجدت في بلدان عربية كثيرة، هي: الثعلب فات، والتي كانت تقوم بتجميع أطفال الحي على الأرض بصورة دائرية ويتولى أحدهم الجري حولهم في حين يرددون البقية الأغنية الشعبية، ومثل هذه الألعاب ساهمت بشكل كبير في وجود اللحمة الاجتماعية الكبيرة التي كانت أساس بناء المجتمع في السابق، ونفتقد الكثير منها في الوقت الراهن.
ولعبة الكرابي حظيت في الماضي بشعبية كبيرة، ومن أهم تقاليد هذه اللعبة أن يتقابل اللاعبان وجهاً لوجه في الحلبة.. ويقوم أحدهما برفع ساقه ومن ثم يقفز عليها.. وكذلك يفعل اللاعب الثاني، وفي هذه الأثناء يجر حوار أشبه بالأهزوجة الشعبية، فيقول الأول أثناء حركته: العب كرابي، وأقول، فيرد عليه الثاني بقوله: واشرب من عين الحاقول ويقصد بالحاقول «السمكة من نوع الحاقول».
والفوز أو الخسارة في هذه اللعبة يتوقف على قدرة تحمل اللاعب في رفع ساقه والقفز عليه لأطول فترة ممكنة دون أن يقع على الأرض.

10
تعد الألعاب الشعبية إحدى أبرز ركائز الموروث الشعبي، التي ما زالت أنواع كثيرة منها حاضرة وبقوة بين أوساط الأطفال من الجنسين، وإن اختلفت بعض أدواتها وتطبيقاتها، تماشياً مع التطورات التي طرأت على الحياة، الأمر الذي يجعلها القاسم المشترك الأول بين الأطفال في شتى المجتمعات، وإن اختلفت مسمياتها، ونستعرض أبرز 10 ألعاب ذائعة الصيت: الكرابي، الغميضة، خبز رقاق، أم العيال، خوص بوص، المسطاع، المريحان، سس سس سية، الدسيس، التيلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©