من زاوية إعلامية، تتعرض الإمارات يومياً لهجمات وحملات إعلامية ومعلومات مضللة، تستهدف الدولة برموزها وقياداتها ومجتمعها وحتى عقيدتها، ولا نبالغ إن قلنا بوجود غرف عمليات تشرف عليها دول، تبحث يومياً عن قصص تنشر ضد الإمارات.
كإماراتي قد لا تصدق هذه القصص، ولكن كن على يقين، لست أنت من ضمن الجمهور المستهدف، فالجمهور المستهدف يختلف بحسب الأدوات، وبحسب اللغات التي تنشر من خلالها القصص.
على سبيل المثال، تنشط الخلايا الإعلامية التركية في دول تتأثر شعوبها بالعواطف الدينية بتشويه سمعة الإمارات، واختلاق قصص محاربة الإسلام، وفي دول المغرب العربي تنشر الأخبار عن تدخلات وهمية بالشؤون الداخلية لهذه الدول، وفي أوروبا يتم استهداف النشاطات الاقتصادية والاستثمارية للدولة، كل ذلك يطرح تساؤلاً في الأذهان، وهو: لماذا الإمارات؟
الإمارات أولى الدول التي وضعت خريطة الطريق لمواجهة الإخوان، بؤرة التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم، ولا شك أن الدول الداعمة للتطرف والإرهاب تستخدم هذه الجماعات لتحقيق مصالحها بالوكالة، كما يحدث وحدث في العديد من الدول، ذنب الإمارات أنها لم تكتف بالعمل على رسم خريطة الطريق، وإنما وجدت الدول الأخرى من هذه الخارطة وسيلة ناجحة لمواجهة هذا التحدي في المنطقة، واستنسخت العديد من الدول هذه الخارطة، بما يتناسب مع ظروفها، وهذا ما أزعج الدول الراعية للإعلام المظلم، الذي يعمل بشكل غير رسمي برداء الدين تارة، وبرداء الحرية تارة أخرى.
ما تواجهه الإمارات من حملات، يمكن القول إنه محاولة اغتيال معنوي للنفس الطويل في مواجهة أخطر الأوبئة الفكرية في عصرنا الحالي، ويمكن أن تمتد هذه الحملات وتستمر لأعوام، بسبب تمسك الإمارات بمبادئها، وإن كانت الحملات ضريبة التمسك بهذه المبادئ السامية فلتستمر.