جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، أول من أمس الأربعاء، عدم تسجيل حالات وفاة بسبب «كوفيد-19» في الدولة خلال آخر 24 ساعة، بمثابة بشرى سارة للغاية، حيث قال سموه في تغريدة عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «بفضل الله وتوفيقه، ثم بجهود خط الدفاع الأول وتفانيهم، وبالالتزام المسؤول من أفراد مجتمعنا.. نعلن عدم تسجيل حالات وفاة بسبب كوفيد -19 في دولة الإمارات خلال آخر 24 ساعة.. هذه نتيجة مبشرة لنا جميعاً.. التحدي مستمر، ونحن بحاجة إلى مواصلة التقيد بالإجراءات الاحترازية»..
هذه البشارة التي ساقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، تضع على كاهل الجميع مسؤولية الحفاظ على هذا المنجز، والتقدم إلى الأمام في كل ما من شأنه البناء على ما تحقق، وتحقيق المزيد من النجاحات التي تنعكس خيراً على صحة الإنسان وسلامته، وعلى مكانة دولة الإمارات المتقدمة في هذا المجال منذ سنوات، وهو ما يؤكده تصدُّرها المرتبة الأولى في سبعة مؤشرات عالمية في قطاع الصحة في عام 2019، حيث قالت الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، إن الدولة نجحت في تحقيق المركز الأول عالمياً في مؤشر قلة معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، ومؤشر وجود برامج وطنية للكشف المبكر، ومؤشر قلة المشكلات الصحية، ومؤشر مدى تغطية الرعاية الصحية، ومؤشر معدل نقص التغذية، ومؤشر قلة الإصابة بالملاريا لكل 100 ألف نسمة، ومؤشر معدل انتشار التقزم عند الأطفال دون سن الخامسة.
والحاصل أن دولة الإمارات حققت نجاحاتها الصحية بفضل العمل الدؤوب والجهود الجبارة التي تم العمل عليها في سبيل الوصول إلى ما وصلت إليه من مراكز متقدمة؛ لكن الإنجاز الصحي الأكثر أهمية الذي تم تحقيقه في تعاملها مع أزمة كورونا مؤخراً، كان بإعلان إغلاق أكثر من 4 مستشفيات ميدانية، وتنظيم حفل لتوديع آخر مجموعة من المرضى، وخلو ما يزيد على 35 مستشفى حكومياً وخاصاً من فيروس كورونا، الأمر الذي يمنح الدولة مزيداً من الألق والتميز، لما حققته من تقدم لافت للنظر في ملف التعامل مع كورونا، الذي جاء بفضل توجيهات قيادتنا الحكيمة التي حثّت الجهات المختصة كافة على العمل بكل إتقان وكفاءة.
وعند الحديث عن أبرز الإنجازات التي حققتها الدولة في المجال الصحي، ينبغي ألا ننسى جودة النظام الصحي فيها، الذي مكّنها من تجاوز التحديات، بفضل كفاءة أنظمة الرعاية الصحية فيها، وتطور الخدمات المقدمة في هذا الصعيد، وتوافر كوادر بشرية من أطباء وممرضين وفنيين ومسعفين، تمكنوا من تحقيق أفضل النتائج وفق أفضل الممارسات، ولاسيما أن الدولة حصلت على المركز الأول في عدد الفحوص قياساً إلى عدد السكان، كما أنها تثبت يوماً بعد يوم قدرتها على تحقيق مستهدفاتها في تقليص عدد الإصابات، وارتفاع نسبة من تعافوا من المرض بشكل لافت للنظر، ما يعني أنها بتوجيهات قيادتها الرشيدة وهمّة مؤسساتها وأفراد مجتمعها ستتجاوز محنة كورونا التي عصفت بالعالم، وستبقى رمزاً للنجاح والتميز على كل الصعد.
إن كل ما حققته دولة الإمارات من إنجازات في مواجهة جائحة (كوفيد-19) هو مدعاة للفخر والاعتزاز، لكن ذلك لن يتوقف عند هذه الحدود، فالهدف النهائي هو القضاء على الفيروس تماماً، وإعادة الحياة كما كانت من قبل، الأمر الذي يبرز أهمية أن يقوم الجميع بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، والأخذ بنصائح الجهات الصحية التي تسير بالمجتمع وأفراده نحو الاتجاه الصحيح، حتى يكون الجميع عوناً وسنداً للجهود الكبيرة التي يبذلها خط الدفاع الأول، جيشنا الأبيض، الذي قدّم التضحيات الكثيرة ليبقى المجتمع سليماً معافى، وليبقى اسم دولة الإمارات مضيئاً كما كان وأكثر.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية