«مسبار الأمل» يضع قاعدة سينطلق منها علماء تحتاجهم الدولة لصناعة مستقبل مشرق دوماً

قد يكون انطلاق «مسبار الأمل» من أهم الأحداث على الإطلاق في تاريخ دولة الإمارات، فالجهود التي بذل استعداداً لإطلاقه، والعِلم الذي تراكم جراء التحضير له، والأهداف المرصودة له، كلها تعكس أنه حدث مهم جداً للأجيال الحالية والمقبلة. 
إنها محاولة جادة هادفة للأعلى، تتوافق مع التخطيط للخمسين سنه القادمة. المسبار نتاج تعلم، وتأكيد على حقيقة مفادها أن العلم جزء مهم من قناعات أصحاب القرار في التقدم نحو المستقبل منذ قيام اتحاد الدولة.
فقد حان وقت اختبار هذا التعلم، ومنافسة الكبار في هذا المضمار، أو على صناعة فرصة عربية تعزز من حقيقة أن دولة الإمارات لديها من الإمكانيات ما تساهم به في اجتراح فرص لصقل التجربة العلمية على أصولها.
أهمية هذا المسبار تأتي من كونه يضع قاعدة سينطلق منها علماء تحتاجهم الدولة.. علماء كبروا على فكر علمي يؤكد أن العلم وحده القادر على صناعة مستقبل مشرق دوماً.
ولعل زمن كورونا حتم علينا أن ندفع بالناشئة اليوم (كبار الغد) – إلى دراسة العلوم والطب والفلك وكل ما يتعلق بعلوم الأرض النافعة، التي تساهم في تعزيز مسيرة التنمية، وهذا مطلب راهن، وأيضاً مستقبلي مهم جداً، سيضيف لرصيد الدولة الكثير.
هذه القاعدة الفلكية التي ستنطلق خلال أيام، هي فرصة متقدمة لصناعة جيل يحتفي بعلوم الأجداد، فقد كان الأجداد يقرأون الطقس وأماكن الغوص من خلال النجوم، رغم ظروف العيش القاسية. وربما من الضرورة بمكان التأكيد على أهمية العلوم المتقدمة، وأن يتم التشجيع على التخصص فيها، فهي جوهر المعرفة الذي من خلاله يتم اللحاق بركاب التطور، وهذا ينطلق على علوم الكيمياء والفيزياء والكيمياء والطب.
نحن اليوم نقرأ المريخ، ونتعرف على فرص الحياة فيه وعلى حقيقته، كونه الكوكب الشبيه بالأرض. التحضيرات التي سبقت هذا الحدث، أضافت الخبرة والكفاءة لفريق العمل، والذي بالضرورة يملك كل الدوافع للاستمرار في هذه التجارب، من أجل تعظيم المكاسب المترتبة عليها. فقد حان وقت الاهتمام المركز على العلوم، وتشجيع الطلاب للذهاب نحوها؛ من أجل مستقبل أفضل.
ولعل اختيار اسم «الأمل» للمسبار يؤكد أنه أمل جميل في تغيرات وتعزيزات للعلوم، وعلى دعم عقلية تسهم في طرح إجابات على أسئلة ظلت عالقة لوقت طويل.
أمل جديد يحمله «مسبار الأمل» والتوفيق حليفه، بإذن الله. وعلى كل مواطن عربي مسلم أن يدعم مثل هذه التجارب المهمة، والتي ستكون محفورة في تاريخ البشرية.
إطلاق المسبار أمل إنساني يخدم الإنسان على امتداد الكرة الأرضية، ولعله التجربة التي ستتبعها تجارب عدة، تؤكد أن المشوار قد بدأ فعلاً منذ سنوات، 
وأن المستقبل مشرق وقادم، ومتسارع الخطى نحو دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً وأبداً.
*كاتبة إماراتية