الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إلياس خوري: «آدم» ابن منفى مزدوج ووريث ذاكرة مكسورة

إلياس خوري خلال الحوار (من المصدر)
16 يوليو 2020 00:11

فاطمة عطفة (أبوظبي)

طفل رضيع وجدوه على صدر أمه المقتولة أثناء احتلال اللد، عاش كأنه شبح أو ظل ليروي حكايته بصمت، وكلمة الصمت تتكرر كثيراً في رواية إلياس خوري «نجمة البحر»، التي كانت موضوع جلسة الحوار الافتراضية، التي نظمها صالون «الملتقى الأدبي»، بالتعاون مع «دار الآداب»، بحضور الروائية الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان وسيدات الملتقى، وأدارت الجلسة أسماء صديق المطوع، مؤسِسة الملتقى الأدبي، التي ألقت الضوء على الرواية وبطلها «آدم».
وقال إلياس خوري: هذا البطل الحاضر- الغائب، أعيش معه ومع شخصيات الرواية كل يوم، وأنتظر أن يخبرني عن الأحداث، مشيراً إلى أنه يعمل على إنجاز الجزء الثالث من «أولاد الغيتو» بعنوان: «رجل يشبهني». 
وتابع: النكبة حدثت سنة 1948، لكنها ما زالت مستمرة، ونحن نعيشها كل يوم في مشاريع الضم وفي جميع الهزائم التي تلتها، قصة آدم مثل قصة كل إنسان عاش ظروفاً قاسية جداً، وهو ابن مدينة دمروها وأجبروا من تبقى من أهلها على الإقامة داخل الأسلاك الشائكة، إنه ابن ذاكرة مكسورة يحاول أن يتأقلم ويعيش ويكتب قصته حتى يؤلف حياته مثلنا جميعاً. 
وأكد الكاتب، أن جميع الأسماء الواردة في الرواية حقيقية، وآدم (ابن الشهيد حسن دنّون) يكتب ليعيد رسم صورته، ولكنه ظل حاضراً – غائباً، وهو ابن منفى مزدوج، وانتهى في منفى نيويورك، درس الأدب العبري الحديث، ولكنهم في هذا الأدب كما هم في الواقع بلا ذاكرة ولا يعترفون بالآخر، وهو الفلسطيني صاحب الأرض، وهو حريص أن يلبس طاقية الإخفاء حتى مع من يحب، ويتكلم بصمت مثل أمه التي حاولت استرداد أرضها، فقال لها المحامي المتعاطف مع قضيتها: أنت حاضرة فعلاً، لكنك في نظر القانون غائبة، وقانون الغائبين هو الذي يحكم في إسرائيل.
وفي رحلة الطلبة إلى وارسو، زار آدم مع أستاذه ياكوب الطبيب ماريك إيديلمان، بطل انتفاضة وارسو، الذي قاد رفاقه المعتقلين عبر المجارير حتى نجوا، لكنه رفض الهجرة إلى فلسطين، وكتب مذكراته معلناً أنه يرفض أن يحل مشكلة المحرقة النازية بمحرقة مشابهة ضد شعب فلسطين، واسم إيديلمان وكتابه محظوران في إسرائيل، أما لماذا أطلق الكاتب على بطله اسم آدم، فقال إنه رمز، وهو مأخوذ من أديم الأرض، وارتباط الإنسان بأرضه، وهو أول طفل يولد في الغيتو، لذلك قرر أهل غيتو اللد أن يسموه آدم، وهذا يعبر عن الشرط الإنساني لعلاقتنا بالتراب، وسادة كل الناس الذين سبقونا وهو مرآتنا، وكما قال محمود درويش: إن الإنسان يرث اللغة والأرض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©