في فبراير 2019 استضاف المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محاضرة حول « بناء مدن الغد»، لمايك كورنيت الرئيس الفخري لمؤتمر رؤساء بلديات الولايات المتحدة، والعمدة الأسبق لمدينة أوكلاهوما أكد خلالها على ضرورة مراعاة  مدن الغد لمتطلبات السكان لجهة جودة الحياة والمعيشة الصحية، مع التركيز على استقطاب الكفاءات والخبرات والاستثمارات لخلق الوظائف وتعزيز النمو المستدام.
تحدث الرجل خلال المحاضرة - وكنت من حضورها- عن أقسى وأبلغ درس تلقته مدينته، عندما راهنت على الفوز باستضافة المقر الرئيسي لناقلة جوية أميركية شهيرة، وعلقت الآمال على ذلك للخروج من الأزمة المالية التي كانت تعصف بها بعد تعرضها لهجوم إرهابي، وانهيار 200 مصرف فيها بعد انخفاض أسعار النفظ، نظراً لاعتماد اقتصادها على هذا المورد إلى جانب الغاز. 
وقال: بالرغم من كل الإغراءات والمزايا والوعود التي قدمتها المدينة إلا أنها خسرت لصالح مدينة أخرى. 
وعند تقصي الأمر عرفوا أن الشركة أرسلت فريق تحر اكتشف أن البنية التحتية في المدينة متخلفة، وتعاني  ازدحاماً مرورياً وما يتبعه من أزمة مواقف، وغيرها من منغصات تنال من جودة الحياة، تسببت في أن تختار تلك الشركة العملاقة مدينة أميركية أخرى لتتخذ منها مقراً. وقال: إن ذلك الدرس القاسي جعلنا نعيد النظر في كل شيء، لنجعل من مدينتنا اليوم واحدة من أهم المدن المفضلة للعمل والعيش.
استعيد ما جاء في تلك المحاضرة بينما نتابع الطريقة التي تتعامل بها إدارة «مواقف» مع سكان العاصمة، فالمسألة ليست مجرد سرعة في الانقضاض لتحرير مخالفة أو نشر آليات سحب السيارات، بقدر ما هو مطلوب إيجاد حلول مستدامة للأزمة القائمة والمستفحلة في المواقف، والتي تنال من صورة المشروع الحضاري الذي لا يختلف اثنان على قيمته وأهميته.
حلول تتطلب من إدارة «مواقف» التفكير خارج الصندوق، وتقديم خدمات لمتعاملين يدفعون رسوماً سنوية ويومية لقاء خدمة غير متاحة، ولعل أقرب مثال على ذلك ما قامت به أمس الأول في المنطقة الواقعة قبالة دائرة المالية بالخالدية، بتحرير مخالفات وسحب سيارات السكان، بعدما كانت قد سمحت لهم بالوقوف بمحاذاة الرصيف «الأصفر»، لعدم وجود مواقف، وإغلاق ما كان موجوداً بسبب أعمال تشييد بنايات في الجوار، فأين الحل الُمبتكر دام فضلكم؟!