الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع الرعاية الصحية

خلال الجلسة الافتراضية للقمة العالمية للصناعة (من المصدر)
15 يوليو 2020 01:55

أبوظبي (الاتحاد)

 دعا خبراء دوليون يعملون في قطاع السلامة والأمن وتقنية المعلومات، إلى ضرورة توظيف الابتكار على نطاق أوسع في قطاع الرعاية الصحية. وأكد الخبراء بأن التقنيات والأدوات التي اضطررنا إلى استخدامها اليوم للتعامل مع وباء فيروس كورونا، كانت موجودة ومتاحة قبل انتشار الوباء، إلا أنه لم يتم استخدامها إلا بعد انتشاره وتعمق آثاره السلبية على حركة الاقتصاد العالمي. 
وأشار الخبراء، خلال جلسة النقاش الثالثة من سلسلة الحوارات الافتراضية التي تنظمها القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020، إلى ضرورة توظيف التقنيات الرقمية بشكل أوسع وأسرع في قطاع الرعاية الصحية وتطوير البنية التحتية الحيوية، لتعزيز جاهزية المجتمعات للتصدي لأزمات مماثلة في المستقبل، أو لمواجهة أية موجة ثانية من وباء كورونا. 
ودعا برناردو ماريانو، كبير مسؤولي نظم المعلومات ومدير إدارة الصحة الرقمية والابتكار في منظمة الصحة العالمية، إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعزيز جاهزية المجتمعات للتعامل مع الأزمات، مشدداً على ضرورة وضع بروتوكولات ناجحة لتعزيز الرعاية الصحية في أماكن العمل، لافتاً إلى أن الابتكار عنصرٌ أساسيٌ ومهم في إيجاد الحلول للتحديات الناجمة عن الوباء. وقال ماريانو: «تتسابق الدول اليوم لإيجاد لقاح فعال لفيروس كورونا، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في سرعة إنتاج اللقاح للتأكد من وصوله إلى العالم بأسره. ولذا، أرى أن نبذل جهوداً أكبر لدعم الابتكار في مختلف المستويات والمجالات».
وبدوره، شدد ريتشارد كليج، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «لويدز ريجستر»، على ضرورة استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة؛ مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات، للارتقاء بالمجتمعات الإنسانية، ولجعل العالم أكثر أماناً، ودعم الأبحاث والدراسات التي من شأنها توقع المخاطر المرتبطة بالتقنيات الجديدة لضمان تطبيقها الآمن، مشيراً إلى أن إحدى الدراسات التي عقدتها مؤسسة «لويدز ريجيستر» توقعت بأن يصل حجم السوق الخاص بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع الأمن والسلامة إلى 863 مليار دولار بحلول عام 2023. 

نجاح الإجراءات
وقال كليج: «نستطيع من خلال تطوير فهم أوسع وأعمق للتحديات التي تواجهنا، اتخاذ إجراءات أكثر نجاحاً وفعالية. ومع التطور السريع للتطبيقات الرقمية، ستزيد حاجتنا إلى آليات تمكننا من مشاركة البيانات الضخمة التي ستوفر لنا فرصة لدعم الدراسات الوبائية، وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث عن أنماط مشتركة في البيانات التي نجمعها. ولاشك بأن التعامل مع الوباء يشكل تحدياً عالمياً يتطلب حلولاً دولية قائمة على التعاون».
ومن جهته، أوضح «ماريانو» أن الوباء كشف عدم الاهتمام الكافي من قطاع الرعاية الصحية في توظيف التقنيات الرقمية، مقارنة بباقي القطاعات الأخرى، مما يستدعي تكاتف الجهود لتسريع عملية تبني التحول الرقمي في القطاع الصحي. وقال: «نحن بحاجة إلى تسريع وتيرة توظيف التقنيات الرقمية في القطاع الصحي، خاصة أن صحة البشر هي العنصر الأساسي في ازدهار المجتمعات، وفي تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة».
وسلط «ماريانو» الضوء على دور أزمة كورونا في تسريع استخدام بعض التقنيات، مثل تقنية الخدمات الصحية والتطبيب عن بُعد، والتي كان من الممكن الاستفادة منها خلال الوباء. وقال: «معظم التقنيات كانت موجودة بالفعل قبل انتشار الوباء، إلا أننا نفتقر إلى السياسات التي تمكننا من الاستفادة من هذه التقنيات. فعلى سبيل المثال، لا تسمح العديد من الدول باستخدام التطبيب عن بُعد. ومع ما شهدناه من انهيار في الأنظمة الصحية في دول كنا نعتبرها تمتلك رعاية صحية متميزة، صار من الجدير بنا التفكير في توسيع نطاق الاستفادة من التطبيب عن بُعد لتخفيف العبء عن الأنظمة الصحية التي تكافح الوباء. وقد نتج عن عدم إتاحة الاستفادة من التطبيب عن بُعد آثار سلبية عديدة على المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى، والذين كان بالإمكان خدمتهم من خلال تقنيات التطبيب عن بُعد خلال انتشار فيروس كورونا».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©