ينطوي اللقاء الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يوم الجمعة الماضي، على مجموعة من الدلالات والمعاني، أهمها على الإطلاق أن قيادتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على تعزيز رفعة الوطن والمواطنين، ومتابعة المستجدات التي تطرأ على الصعد كافة، والبحث في كل القضايا التي من شأنها دفع مسيرة التنمية وتعزيز المكتسبات التي تنامت وتعددت تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
لقاء سموهما الذي تم فيه استعراض جهود دولة الإمارات الناجحة في مكافحة انتشار وباء كورونا ومواجهة تأثيراته وتداعياته على شتى الصعد والمجالات، وإشادة سموهما بجهود خط الدفاع الأمامي، الجيش الأبيض، الذي تفانى وأخلص في سبيل حماية أفراد المجتمع، والمحافظة على صحتهم وسلامتهم، هو تأكيد على عناية القيادة الرشيدة واهتمامها بكل التفاصيل التي تتعلق بحياة مجتمع دولة الإمارات وسلامته على نحو يضمن لأفراده الوقاية والعلاج والرعاية، وفي الوقت نفسه يدفع بمعنويات العاملين في القطاعات الطبية وظروفهم نحو الطمأنينة والاستقرار، بعد أن قدّموا للدولة وأهلها أرواحهم وجهدهم ووقتهم في سبيل الحدّ من انتشار الوباء، الأمر الذي أوصل الدولة اليوم إلى تحقيق منجزات متقدمة على هذا الصعيد، تجسّد آخرها بإعلان دائرة الصحة في أبوظبي أن جميع منشآت القطاع الصحي الخاص بالإمارة خالية من حالات كوفيد-19 تماماً، وإغلاق المستشفى الميداني بمركز دبي التجاري العالمي للمؤتمرات والمعارض، بعد إعلان تعافي آخر مريض بالفيروس فيه.
إن بحْثَ القيادة الرشيدة للموضوعات المتعلقة بمسيرة التنمية الشاملة في لقاء سموهما الأخير، يشير إلى مقدار الحرص على ما حققته الدولة من إنجازات ملهمة، وضعت دولة الإمارات في المركز رقم واحد، إقليمياً وعالمياً في مجموعة من المؤشرات الدولية، تجلّت مؤخراً، وعلى سبيل المثال لا الحصر، بحصول دولة الإمارات على المركز الأول خليجياً وعربياً وفي غرب آسيا، والثامن عالمياً، في مؤشر الخدمات الذكية الصادر عن الأمم المتحدة، ضمن المؤشر الكلي لتنمية الحكومات الإلكترونية، ذلك أن المؤشر ركز في دورته الحالية على دور الدول في خدمة أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ودور برامج التحول الرقمي في تضييق الفجوة بين شرائح المجتمع، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله بهذه المناسبة: «.. المستقبل لمن يتفوق رقمياً»، لتتفق عبارة سموه مع رؤية الدولة الاستراتيجية في التحول إلى اقتصاد المعرفة، من خلال سياسات التنويع استناداً إلى المرونة والابتكار وتقنيات التكنولوجيا المتقدمة، حيث الدولة وسكانها والعالم أجمع، بانتظار اللحظة التاريخية، يوم الأربعاء 15 يوليو الجاري، لإطلاق «مسبار الأمل» نحو مهمته التاريخية الأولى عربياً والتاسعة عالمياً إلى كوكب المريخ، حاملاً معه «إرثاً عربياً من الإنجازات في مجالَي الفلك والعلوم، وواضعاً الأسس لمستقبل عربي مُزدهر في مجال استكشاف الفضاء»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله.
لقد حققت دولة الإمارات مكانة رائدة في مؤشرات التنمية المستدامة التي تنطلق أولاً وأخيراً من هدف استراتيجي يقوم على تعزيز رفاه الإنسان، ومنحه إحساساً بالعيش في ظروف آمنة ومستقرة في كل المجالات، من خلال بذل جهود نوعية واتخاذ خيارات مناسبة ومتقدمة لتحسين جودة الحياة للأجيال القادمة بطريقة مستدامة وشاملة، في انسجام واضح مع الرؤية العالمية التي تتطلع إلى ضمان تمتع شعوب العالم بالسلام والازدهار، والتي تستند إلى معايير من العمل الدؤوب والتعاون والشراكة سعياً إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والإسهام في بناء اقتصاد مستدام يتبنى أحدث التقنيات ومجالات العمل والتفكير المبدع، بما يضمن تحقيق التقدم الإيجابي، ويسهم في دفع الجهود العالمية لتحقيق مستقبل مستدام للجميع إلى الأمام.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية