الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«إيواء» يعتني بطفلتي ممرضة أصيبت وزوجها بـ«كورونا»

سارة شهيل والطفلتان أرونيما وأدفيثا
8 يوليو 2020 01:17

منى الحمودي (أبوظبي)

أصيبت الممرضة جونيتا وزوجها بفيروس «كوفيد - 19»، فشعرا بالخوف ليس من المرض، وإنما على طفلتيهما الصغيرتين، وكيف ستمكثان في البيت من دون رعاية؟ خاصة أنهما تعيشان هنا ولا أقارب لهما في الدولة، ولكن في الإمارات دولة السعادة، كل مشكلة لها حل، والحل في حكاية جونيتا وابنتيها جاء من دائرة الصحة بأبوظبي والتي اصطحبت الطفلتين إلى مركز «إيواء» بالإمارة، حيث حظيتا باهتمام ورعاية كبيرين حتى تماثل والداهما للشفاء، وعادوا جميعاً إلى المنزل في 6 يوليو الجاري وكأن شيئاً لم يكن. 
«لا توجد كلمات للتعبير عن شكرنا وامتناننا لدولة الإمارات ومركز إيواء بأبوظبي»، بهذه الكلمات بدأت الممرضة جونيتا حديثها مع صحيفة «الاتحاد»، بعد إصابتها وزوجها بـ«كوفيد - 19» واضطرارهما للمكوث أكثر من 14 يوماً في المستشفى، مما حال دون رعايتهما لابنتيهما.
وتفصيلاً، أوضحت جونيتا أنه بعد ظهور نتيجة فحص فيروس كورونا المستجد الخاصة بها «إيجابية»، أُصيبت بصدمة، وشعرت بالذعر لأنها تقيم مع عائلتها، وجاء بعدها فحص زوجها سوريشبابو إيجابياً، مما اضطرهما لدخول مستشفى الرحبة، وبقيت طفلتاهما أرونيما (10 أعوام) وأدفيثا (4 أعوام)، بمفردهما في المنزل.
وقالت في ذلك الوقت وبسبب هذا الوباء المخيف: «لم نتمكن من الحصول على المساعدة من أحد، وكجميع الآباء في هذه الحالة، كان قلبانا منكسرين ونبكي طوال الوقت على الطفلتين، كونهما في المنزل وحدهما، حتى تحدث أحد الأطباء الذين كانوا يعتنون بي مع دائرة الصحة أبوظبي بخصوص وضعنا».
وأشادت بالاستجابة السريعة من دائرة الصحة - أبوظبي التي قامت بترتيب اصطحاب الطفلتين إلى مركز «إيواء»، مشيرة إلى أنها لم تكن على علم بهذا المركز، ولكن رأت بعينها حجم الاهتمام والرعاية التي تلقتها ابنتاها طوال فترة إقامتهما هناك.
وذكرت جونيتا، أن رعاية مركز «إيواء» لابنتيها والتواصل المستمر من موظفي دائرة الصحة وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» ومركز «إيواء» لطمأنتهما، كان لهما دور كبير في الدعم المعنوي والنفسي أثناء فترة تلقي العلاج من إصابتها وزوجها بالفيروس. وأضافت أن الرعاية المثالية والنهج الذي يتبعه مركز «إيواء» والرعاية والتواصل المستمر، كل هذه الأمور فوق التعبير والكلمات، ولم نكن نتخيل أن تتلقى الطفلتان عناية فائقة للغاية مثل التي تلقتاها في «إيواء».
وأشارت إلى أن الفترة التي قضتها ابنتاها في «إيواء» والتي امتدت لأكثر من 20 يوماً، خلقت لهما جواً أسرياً هناك، وأصبحوا لهما الأمهات والعمات والخالات وكانوا يلعبون بشكل مستمر معهما، مما جعلنا ندرك أن طفلتينا في أيدٍ أمينة لم نشهدها من قبل.
ولفتت إلى أن اهتمام «إيواء» لم يتوقف عند حد معين، حتى أنهم رتبوا الدراسة عبر الإنترنت للطفلة الكبرى «أرونيما»، وكانت قادرة على حضور الدروس عبر الإنترنت وإجراء امتحاناتها، كما قاموا بطهي الأطعمة للطفلتين حسب ذوقهما، ورواية القصص قبل نومهما، ولعبوا معهما خلال وقت لعبهما، مشيرة إلى كل ذلك تجاوز خيالهما.
وقالت جونيتا: «نحن ممتنون حقاً لمركز (إيواء)، ولحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة من أعماق قلوبنا، إنها رعاية لا تُصدق إلا لمن جرب أن يحظى بها، ونحن فخورون حقاً لكوننا في هذا البلد، كما أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع مديريّ وأصدقائي وعائلات الذين دعمونا خلال أصعب الأوقات».

تجربة رائعة
ومن جانبها، قالت سارة شهيل مدير عام مركز أبوظبي لإيواء النساء والأطفال: «منذ انتشار جائحة كورونا، بذلت دولة الإمارات جهوداً محلية وعالمية، ومدت يد العون للمتأثرين داخل الدولة وخارجها، وعملت جميع مؤسسات الدولة ضمن النهج الذي أسسه ورسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيرة إلى أن مركز (إيواء) يعد إحدى المؤسسات المجتمعية التي تهدف لدعم الإنسان، والحفاظ على كرامته، بغض النظر عن جنسه وعرقه وديانته».
وأكدت أن «إيواء» لن يدخر جهداً لدعم جهود الدولة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، وذلك انطلاقاً من عمله المؤسسي المجتمعي الداعم للعمل الإنساني، وتعزيز التضامن والتكاتف بين أفراد المجتمع الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة، حيث قدم المركز العديد من المبادرات لضحايا الاتجار بالبشر الموجودين بالمركز والتي تركت أثراً عليهم وعلى أسرهم في أوطانهم والتي تمثلت في إجراء الفحص لفيروس كورونا، كما قدم المركز الدعم المالي للضحايا، ومكنهم من التواصل المرئي مع أسرهم، وعمل على تكثيف برامج الرعاية النفسية لاحتياجهم لها والتوعية بالفيروس والاحترازات الواجبة والتي نقلوها لأسرهم عبر التواصل المرئي، مما أدى لاستفادة الأسر من هذه التوعية.
وأشارت سارة شهيل إلى أن الطفلتين اللتين تم إيواؤهما بالمركز أثناء وجود والديهما بالمستشفى لإصابتهما بفيروس كورونا وحتى تسلم الوالدين لهما في 06 يوليو 2020 بعد أن قضيا فترة الحجر بعد مغادرتهما المستشفى، لقيتا كل اهتمام ورعاية من المركز، حيث تم تقديم الدعم النفسي اللازم لهما ومساعدتهما في متابعة دراستهما عن بُعد، وقد كانت تجربة رائعة للمركز وللطفلتين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©