السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مجلس الفكر والمعرفة» يناقش «طعم الذئب»

«مجلس الفكر والمعرفة» يناقش «طعم الذئب»
8 يوليو 2020 00:43

هويدا الحسن (العين)

استضاف مجلس الفكر والمعرفة، بحضور الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، الكاتب الكويتي عبد الله البصيص، لمناقشة روايته (طعم الذئب) الفائزة بجائزة معرض الشارقة للكتاب لأفضل رواية عربية 2017، وأعربت الشيخة شما عن إعجابها بالرواية، ووصفتها بعمل مبدع، جعلنا نعيش أجواء الصحراء التي تحظى في أعماقنا بحضور خاص. ومع صفحاتها الأولى شعرت وكأننا أمام مسرح خشبته صحراء حياتنا، تقف عليها جميع الشخصيات الإنسانية بكل إفرازاتها النفسية والحياتية، وكأن هناك فجوة زمنية صنعتها الرواية، وأدخلتني فيها إلى زمن بعيد من تاريخ صحرائنا ما زال باقياً فينا بالكثير من تفاصيله. 
وأضافت: البصيص عكس في روايته حياتنا، والذئب الذي يشكل قيمنا الفردية. أفكار كثيرة قدمها الكاتب في هذا العمل السردي الرائع الذي استطاع أن يجعلنا جزءاً من المشهد، ونعيش مشاعر وتحولات ذيبان كافة، وإدراكه أن ليس هناك خط فاصل بين الإنسان والذئاب عند تلك اللحظة التي تتضح فيها لذيبان صراعات الإنسان، ويصبح العالم جحراً كبيراً ندخله بشراً لنخرج منه ذئاباً. 
ثم سألت الكاتب: ما الذي يجعل من الذئب الداخلي وحشاً أو صديقاً، وكم يستغرق من الزمن... عمراً كاملا ًأم سنواتنا الأولى في تشكيل ذئبنا الداخلي؟ وما رؤيتك حول أثر البيئة والجغرافيا في تكوين شخصية الإنسان، وهل مع التطور والتكنولوجيا ما زال للجغرافيا نفس الأثر؟
وقبل أن يجيب البصيص أشار أولاً إلى الدور الكبير للشيخة شما في تحريك عجله الثقافة والأدب، وخاصة خلال أزمة كورونا، وقال: استطاعت الشيخة شما أن تصطاد الأفكار الأولية التي بنيت عليها الرواية، وأضاف أن أكبر عامل مؤثر على شخصية الإنسان هو بيئته (أقصد البيئة المكانية)، فالشخصية الصحراوية دائماً تشبه الصحراء من ناحية الصلادة والقوة والشاعرية، لأن الليل الصحراوي شاعري وساحر. وأضاف: أعتقد أن الإنسان يولد وفيه صفات حيوانية وصفات إنسانية، ويجب على الصفات الإنسانية أن تطغى على الحيوانية. الذئب موجود في داخلنا، لكن نحن نروِّضه عبر ثقافتنا وتربيتنا.
وتساءلت د. رفيعة غباش عن فكرة الرواية، ولماذا كانت المفاضلة في مصلحة الذئب وليس الإنسان؟ ولماذا وضعت الرواية القارئ أمام «عدم يقين» مما وصل إليه البطل، ثم اقترحت أن تدرج الرواية ضمن المناهج التعليمية في المدارس والجامعات.
من جهتها، رأت أسماء صديق رئيسة صالون الملتقى الأدبي أن هناك خلطاً للموروث باللاوعي، وتساءلت عن البطل: هل يبقى مع القبيلة أو يتحرر من العادات؟ وهل الرواية إسقاط على مجتمعنا الحالي؟
ولفتت موزة الشومي نائبة رئيس جمعية الإمارات لحماية الطفل إلى حضور الليل بكثافة في الرواية، متسائلة: ما حكايتك مع الليل؟ وأجابها الروائي «بأن العرب أهل الليل، وقصائدنا وأجمل أوقاتنا بالليل، والليل هو الوقت الذي يخرج فيه الذئب، ويخرج فيه شيطان الشعر، وهو الوقت الذي يفضله الشعراء، وبطل الرواية ذيبان شاعر، ويحب الليل».
وتساءلت د. فاطمة المعمري عضو مجلس الإدارة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: هل فعلاً يوجد امتداد لهذه الثقافة القديمة؟ وهل ما زلنا نجد أن الفرد جزء من القبيلة؟ فأكد الكاتب بأننا ورثنا من أجدادنا الكرم ومحبة الناس، وإكرام الضيف، وهذا يجب أن نحافظ عليه، أما الثأر والعصبيات والاحتماء بالقبيلة فيجب أن تترك وتستبدل بالانتماء للوطن، ونحن قبيلة واحدة، وقيادة واحدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©