يبدو أن لاعبينا ووكلاءهم لم يستوعبوا دروس أزمة كورونا التي عصفت بكل القطاعات في العالم، والرياضة وكرة القدم تحديداً، بعد أن تجمدت كل الأنشطة الرياضية، وتوقفت في العديد منها، سواء بترحيل المسابقات المحلية أو إلغائها، وترحيل الدولية إلى وقت لاحق من العام الحالي أو إلى العام المقبل مثل أولمبياد طوكيو 2020. 
 ونحن في دولة الإمارات كغيرنا من الدول، تأثرنا بشكل واضح رغم اختلاف البعض ومعارضتهم للقرار الذي اتخذ، إلا أن القائمين على الكيان الكروي في الاتحاد والرابطة تمسكا بالقرار، وأوضحا مخاطر العودة على الجميع من الناحية الصحية، تنفيذاً لقرارات إدارة الطوارئ والأزمات في مثل هذه الحالات. 
 ومع اقتراب «الميركاتو» الصيفي أو قرب انتهائه، ظل عدد من نجومنا الكروية خارج حسابات الأندية لأسباب يدركها اللاعبون أنفسهم ووكلاؤهم باستثناء المصابين منهم أو من تأثرت مستوياتهم الفنية، وهذا يدركه اللاعبون أنفسهم والأجهزة الفنية في أنديتنا.. إلا أن الغالبية منهم مستوياتهم تؤهلهم للاستمرار مع أنديتهم أو الانتقال إلى أخرى، واللاعب عليه أن يدرك هذه الحقيقة. 
 وهناك من يسترشد بهم لاعبونا من زملائهم ومدربيهم الذين تعاملوا معهم ويستنير بنصائحهم ويبني قراره وفق ذلك، وهناك فئة أكثر تأثيراً في حياة اللاعب المحترف، وهم وكلاء أعمالهم أو من يديرون شؤونهم في التعاقدات المحلية والخارجية، ويقيّمون مستواه الفني وشروطه المالية وفق ذلك، ولكن هذا الأمر تأثر في الوقت الحالي بجائحة كورونا التي عصفت بموازنات الأندية، سواء من عوائد الرعاية أو من الدعم الحكومي، والجزء اليسير من عائد بيع التذاكر، إذا ما استمر الوضع إلى مشارف الموسم المقبل. 
 فعلى هؤلاء مسؤولية مواجهة الوضع الحالي، بنصح موكليهم بضرورة الموافقة على العروض الحالية التي تقل كثيراً عن سابقاتها مراعاة لمصالحهم ومصالح الأندية التي لم تعد قادرة على نفس النهج من الصرف والمزايا التعاقدية، كما كان قبل جائحة كورونا أو مع المطالبات الدائمة بتصحيح الوضع المنفلت والمبالغ فيه كثيراً في المجال الكروي ونتائج الدراسات ومخرجات الملتقيات والندوات والمؤتمرات التي تستخلص ضرورة إعادة النظر في منظومة الاحتراف من الجانب المادي الذي يسميه الغالبية احترافاً من جانب واحد، وهو حقوق اللاعب دون الالتزام بواجباته الاحترافية كغيره من محترفي الدول الأخرى. 
 لا أقول ذلك اتهاماً للوكلاء، وإنما دعوة لمراعاة أطراف اللعبة ومصالح موكليهم لاجتياز هذه المرحلة العصيبة، وبعدها لكل حادث حديث.