الدوري الإنجليزي هو الأفضل عالمياً، والأقوى والأكثر متعة، لأسباب أصبحت واضحة ومعروفة، فقد انتهى صراع القمة فعلياً، ومع ذلك نتابع مباريات أقوى فريقين.
حقق ليفربول فوزاً متأخراً وصعباً على أستون فيلا، وهو البطل المتوج قبل نهاية الموسم بأسابيع، بينما مني مانشستر سيتي بخسارة غير متوقعة 0 - 1 أمام مضيفه ساوثهامبتون، وقبل ذلك، في يوم الخميس الماضي، حقق مانشستر سيتي فوزاً كبيراً على ليفربول، وسط أجواء احتفالية أقامها السيتي على ملعبه الاتحاد، ومن خلال ممر شرفي للأبطال، سجل به الفريق صورة حلوة للرقي وللروح الرياضية ولمعاني المنافسة الشريفة.. لكن الفوز الكبير بدا في النهاية وكأن جوارديولا قدم إلى صديقه يورجين كلوب تهنئة فريدة، كانت عبارة عن «قطعة حلوى محشوة مسامير» !
جزء من قوة الدوري الإنجليزي أنك لا تستطيع توقع نتيجة مباراة، بينما يمكنك أن ترى شكل المنافسة على اللقب منذ بداية الموسم، إلا أنك ستظل حائراً حول من يفوز باللقب. وهذا ما يصنع دراما في «البريميرليج» تمتع المشاهدين بما فيها من صراع بين المنافسين. 
أتابع الكرة الألمانية، ممثلةً في منتخبها وفي عقلية إدارتها، وأحترم التخطيط الألماني في هذا المستوى، وشغفي بالدوري الإنجليزي مماثل لشغف عشرات الملايين في الكرة الأرضية.. لكن إعجابي بجوارديولا قديم، ولكنه يزداد كلما رأيته يقدم لمحة ثقافية، بالمعنى الواسع والإنساني للثقافة.. فقد قال للاعبيه، مثلاً، قبل مباراة ليفربول: «الموسم القادم يبدأ من هذه المباراة»، ففاز مانشستر سيتي بأربعة أهداف نظيفة، بينما قال عن تعيين خوان ليلو مساعداً له: «نحن نختلف كثيراً، ولكن لا بأس، هو أمر جيد، فأنا لا أريد مساعداً لي يتفق معي بكل شيء ويقف خلف رأيي دائماً، أريد شخصاً يحاورني ويناقشني، ويتحداني شخصياً، ويدفعني، كي يثبت لي أن أفكاره صحيحة وأنني على خطأ. 
من هذا الذي يفكر بهذه الطريقة ؟ 
من هذا الذي يحكم فريقاً، أو يحكم قرية، أو يحكم مدينة، أو دولة، ويتمنى أن يختلف معه من يعمل معه أو يساعده ؟ من هذا الذي يملك في عقله تلك الفلسفة الذكية والراقية والعميقة ؟ 
إن المدرب الجيد هو الذي يملك في رأسه إبداعاً يتحول إلى مدرسة فنية في عالم اللعبة، وهذا فعله جوارديولا.
 أتحدث عن مدرب كرة قدم، لم يكن لاعباً فذاً من الطراز السوبر، ولكنه أصبح مدرباً ينافس الأفضل في تاريخ اللعبة.. أتحدث عن مدرب قدم لصديقه ولمنافسه «قطعة حلوى محشوة بالمسامير»، كهدية!