لن تجد من البشر أردأ ولا أكثر خسة ونذالة من أولئك الذين تجرؤوا على الله، المتاجرين بدينه، المتآمرين على أوطانهم، والخارجين على ولاة الأمر، لتحقيق مآربهم الدنيئة بعد أن ارتهنوا لمرشد الضلالة الذي بايعوه على «السمع والطاعة في المنشط والمكره»، بعد أن تشبعوا بتوجهات جماعة «الإخوان» الإرهابية القائمة على إقصاء كل من يخالفها، وإهدار دمه، واستباحة عرضه وماله، ونشر الفتن وإثارة النزاعات، وتقويض أمن واستقرار الأوطان، تلك الشرذمة المأفونة التي تناسلت منها كل الجماعات الإرهابية والمتطرفة المتعطشة للدماء، والتي عرفتها منطقتنا والعالم خلال العقود الماضية.
تابعنا مؤخراً الغضبة العارمة التي عمت شعوب منطقتنا الخليجية بعد تكشف حجم المؤامرة التي كانت تخط خطوطها وتعد أدواتها جماعة «الإخوان» الإرهابية، وذلك إثر ظهور تسجيلات المدعوين حاكم المطيري ومبارك الدويلة، وهما من قيادات الجماعة المأفونة، مع معمر القذافي، وكيف أبديا استعدادهما لترتيب تفجيرات وقلاقل وسفك الدماء للنيل من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وغيرها من بلدان مجلس التعاون الخليجي.
وتجرأ الدويلة بالافتراء على ولي أمره وقال زوراً وبهتاناً أنه أبلغ ما جرى في تلك المحادثات، صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض. وسرعان ما جرى نفي افتراءاته رسمياً من مكتب الأمير وسكرتير الملك سلمان حينها الذي كشف أن الدويلة جاء لطلب حاجة شخصية.
تاريخ الجماعة الإرهابية في التآمر على شعوب الأمة وبلداننا الخليجية حلقات متصلة لا تزال شاخصة في الذاكرة، ونتذكر جميعاً كيف هرعت قياداتها، بما في ذلك أقطاب فرع التنظيم بالكويت، لتبارك لصدام حسين غزوه بلادهم، واستعدادها لتضع يدها بيده في مشهد يقطر بكل ما تعنيه خيانة الوطن من معنى. وعندما تحررت الكويت بإرادة شعبها الأصيل ودعم الأشقاء والحلفاء، غيّروا جلودهم لينسلوا من جديد إلى داخل ذلك المجتمع الأصيل، ليمارسوا الأكاذيب والمؤامرات والدسائس ذاتها.
جماعة تقتات أينما حلت وتغلغلت من القتل والفتن والخراب تحت ستار الدين والاتجار بقيمه ومبادئه، بمن فيهم من يتولون الإفتاء الشرعي على شاكلة مفتي الدم في ليبيا علي الصلابي الذي افتى بجواز قتل جنود الجيش الوطني الليبي، فتوى لا تنم سوى عن عقلية وعقيدة لفئة مارقة مجرمة مهووسة بالخراب، علينا أن نكون لها ولمؤامراتها بالمرصاد.