الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسبار الأمل نحو صاروخ الإطلاق

مسبار الأمل نحو صاروخ الإطلاق
3 يوليو 2020 00:11

آمنة الكتبي (دبي) 

قالت معالي سارة الأميري وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، وقائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»: إن المرحلة الحالية تتمثل في التجهيز النهائي للاستعداد لإطلاق المسبار، بينما تتبقى مرحلة وضعه على صاروخ الإطلاق، والتأكد من صحته وسلامته للمرة الأخيرة في كوكب الأرض استعداداً لإطلاقه. 
وأوضحت أن فريق المحطة الأرضية في غرفة التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء، أجرى جميع الاستعدادات والاختبارات لاستقبال أول إرسال من مسبار الأمل، بعد إطلاقه وانفصاله من الصاروخ، بعد ساعة من الإطلاق من محطة مركز تانيغاشيما الفضائي. 
وقالت الأميري: قام الفريق بفحص المسبار وحالة تأقلمه مع الظروف المفاجئة، التي قد تواجهه بعد الإطلاق، بالإضافة إلى التأكد من إطلاق الألواح الشمسية، وتوجيهها إلى الشمس لبدء عمليات الطاقة، وأيضاً أخذ أول اتصال من المسبار قبل خروجه من كوكب الأرض وانطلاقه في مسيرته، التي ستستغرق 7 أشهر إلى كوكب المريخ. وأضافت: وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لفريق العمل كلمة في 2013، مؤكداً فيها أن هناك بصمة علمية للمنطقة أجمع، ومسبار الأمل هو مشروع علمي تقني، سوف يخرج للمرة الأولى من هذه المنطقة العربية. وبينت أن القيادة الرشيدة تؤكد ثقتها في شباب الإمارات، مبينة أن فريق المسبار هو فريق شاب مكنته القيادة الرشيدة، وهذا الإنجاز هو رسالة أمل تم الإعداد لها منذ أكثر من 6 سنوات. ومن جهته أكد عمر الشحي قائد اختبارات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» من مركز محمد بن راشد للفضاء، أن المسبار حالياً في مبنى VAB وهو آخر محطة له وهنا سيتم تركيب المسبار على الصاروخ استعداداً ليوم 15 يوليو. وأضاف: تم إجراء الاختبارات الحرارية للمسبار بهدف ضمان خلوه من أي ملوثات، والتأكد من أنه لا يوجد هواء أو ضغط، ومن ثم سيتم تحريك الصاروخ باتجاه منصة الإطلاق وسيبدأ العد التنازلي.
وأوضح أن موضوع نقل المسبار كان مدروساً بعناية مسبقاً وأنه تم التخطيط لنقل المسبار إلى اليابان لأكثر من سنة، ولكن مع الأزمة التي يمر بها العالم حالياً ومع انتشار كورونا تم إعادة دراسة الموضوع بالكامل والتخطيط بدقة لنقل المسبار لليابان في الوقت المحدد ونحن ملتزمون بالخطة الزمنية المحددة له.
وذكر الشحي أنه يتم التعامل مع أجهزة دقيقة للغاية ويجب أن تكون هناك متابعة على مدار الساعة للتأكد من سلامة المسبار من بداية الرحلة إلى الآن، مشيراً إلى أنه تتم مراقبة حالة المسبار طوال هذه الفترة، والتأكد من سلامته وسلامة الأجهزة العلمية الحساسة.
15 مهندساً إماراتياً 
وتعتبر محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، بمثابة العقل الذي يدير المهمات الموكلة إليها، والتي هي من الأهمية بمكان، لجعل المسؤولين عن إدارة المحطة في تحدٍّ دائم على مدار الساعة لمراقبة مهمات وعمل هذه المشاريع، وتأتي في مقدمتها حالياً، إدارة مهمة مسبار الأمل في إنجاز جديد، يضاف إلى تجربة الإمارات الثرية في قطاع الفضاء، فضلاً عن المهمات الأخرى، التي تشمل إدارة ومتابعة عمل الأقمار الاصطناعية دبي سات 1 ودبي سات 2 وخليفة سات. ويدير المحطة 15 مهندساً إماراتياً، في غرفة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء لديهم مهمات كبيرة وضخمة، نظراً لأهمية المشاريع التي تشمل الأقمار الاصطناعية الإماراتية وإدارتها بكفاءة عالية، حيث يتم على مدار الساعة ملاحظة ومتابعة الأقمار الاصطناعية والتأكد من كفاءة عملها كل ثانية، والتأكد من جاهزية وفاعلية الأجهزة التي تديرها والموجودة على متنها. ويتكون مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء، من أقسام تشمل أنظمة التحكم والمراقبة الأرضية، وأنظمة التصوير والمعالجة، والنظام الهوائي الذي يتتبع حركة الأقمار الاصطناعية، ويعطي ويستقبل الأوامر والنتائج. ويعمل فريق المحطة الأرضية خلال الفترة الحالية بعمليات المعايرة والمراجعة والاختبار لمسبار الأمل، ووضعه في مراحل اختبارية للتأكد من فاعلية المهمات التي توكل إليه، واستقبال أول إرسال للمسبار بعد إطلاقه.

معلومات وحقائق
يبلغ وزن المسبار 1500 كيلوجرام، متضمناً وزن الوقود؛ حيث إن هيكله عبارة عن مجسم مصنوع من الألمنيوم، مزود بألواح خفيفة الوزن، وتصميمه يشبه خلية النحل، بينما يبلغ عرضه 2.37 متر، وطوله 2.90 متر باستثناء الألواح الشمسية، التي يبلغ عددها 3 ألواح قابلة للفتح بقوة 600 واط، وتبلغ سعة موجة نقل البيانات 1.6 ميجا بايت في الثانية عند أقرب نقطة بين المريخ والأرض، كما يتضمن لاقطاً عالي القدرة مع صحن هوائي قطره 1.5 متر قابل للتوجيه، ولاقطات إضافية منخفضة الاستقطاب غير قابلة للتوجيه.

450 مختصاً ساهموا في تطوير المشروع 
 شارك 450 مختصاً في تطوير مشروع مسبار الأمل، الذي قال الدكتور محمد الأحبابي، مدير وكالة الإمارات للفضاء، إنه سيقدم دراسة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، عندما يصل إلى الكوكب الأحمر.
 وأضاف، بأن هذه الدراسة ستمنح العلماء نظرة أعمق عن ماضي ومستقبل كوكب الأرض، وكذلك إمكانات إيجاد حياة للبشرية على كوكب المريخ وعلى كواكب أخرى.
جاء ذلك، خلال الإحاطة الإعلامية عن بُعد، للإعلان عن تفاصيل انطلاق مسبار الأمل، بمشاركة عدد من المتحدثين الرسميين للمشروع، بهدف إلقاء الضوء على أحدث تطورات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وقرب انطلاق المهمة التاريخية إلى الفضاء.
وتابع الأحبابي: لدينا خريطة طريق وأهداف واضحة في قطاع الفضاء الإماراتي، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ، لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة، التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة، ودراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزئيات الماء.
وأكد أنه بدعم من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تطور قطاع الفضاء في الدولة، ليشمل حتى اليوم استثمار الدولة 6 مليارات دولار (نحو 22 مليار درهم) بقطاع الفضاء، ونمتلك 10 أقمار اصطناعية مدارية، بالإضافة إلى 8 أقمار اصطناعية جديدة قيد التطوير.
وأضاف، كما أن لدينا أكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية داخل الدولة، بما في ذلك شركات عالمية وشركات ناشئة، و5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء، بالإضافة إلى تأسيس ثلاثة برامج جامعية في العلوم الفضائية في الدولة.
وأكد أن قطاع الفضاء في الدولة، بات يضم أكثر من 3100 موظف، 18% منهم نساء، مشيراً إلى أن الوكالة ساهمت في الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، والسياسة الوطنية لقطاع الفضاء، والخطة الوطنية للاستثمار الفضائي، وقانون تنظيم قطاع الفضاء، كخريطة طريق لتطوير قطاع الفضاء في الدولة.
وتابع، كما أن الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، تم الإعلان عنها وإطلاقها عام 2015، وذلك لتحقيق ستة أهداف رئيسية، من خلال تنفيذ أكثر من 20 برنامجاً شاملاً و70 مبادرة في السنوات العشر القادمة، وتهدف الاستراتيجية كذلك إلى تعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية في قطاع الفضاء، ودعم البحث العلمي، وتشجيع الابتكار، وتطوير قادة الفضاء في المستقبل. 
وحول مجالات التعاون بين الوكالة ووكالات الفضاء الدولية، أكد الأحبابي أن الوكالة حققت خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من 20 من الشراكات الدولية، مع أبرز الأسماء الدولية في قطاع الفضاء، وفي مقدمتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، ووكالة الفضاء اليابانية «جاكسا»، وروس كوزموس، ووكالة الفضاء الهندية، كما حازت عضوية لجنة الأمم المتحدة للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، والمجموعة الدولية لتنسيق استكشاف الفضاء، والاتحاد الدولي للملاحة الفضائية.
وقال الأحبابي: ساهم التزام دولة الإمارات بالتشريعات الدولية في قطاع الفضاء في إنجاز مسبار الأمل، كما تلتزم الدولة بكافة التشريعات الدولية ذات الصلة، وهو ما انعكس إيجابياً على اتساع شبكة علاقاتها الدولية في هذا المجال عبر الاتفاقات، ومذكرات التفاهم التي وقعتها وكالة الإمارات للفضاء، مع نحو 30 وكالة مثيلة حول العالم.

أول اتصال 
وقال المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»: سينطلق المسبار يوم 15 يوليو الجاري في تمام الساعة 12:51 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات، وانتهينا من التجهيزات الأخيرة واختبارات خزان الوقود والاختبارات الأخيرة لأجهزة التحكم، ويتم حالياً وضع المسبار داخل كبسولة الإطلاق، وفي المرحلة التالية سيتم نقل الكبسولة التي تحمل المسبار، ووضعها في صاروخ الإطلاق. 
وقال: إن أول اتصال مع مسبار الأمل سيكون بعد ساعة ونصف من إطلاقه، وسينفصل المسبار عن صاروخ الإطلاق بعد ساعة من انطلاقه، وبعدها بنصف ساعة سيتم أول اتصال، مشيراً إلى أن 450 شخصاً ساهموا في تطوير مشروع مسبار الأمل منهم 200 مهندس وخبير من دولة الإمارات، و34% منهم من العنصر النسائي، يساهمن في تطوير المشروع، سواء في تطوير تكنولوجيا البيانات أو الأجهزة العلمية. 
وقال شرف: كان التصميم الأولي للمسبار يحتوي على 3 ألواح شمسية، ولكن مع تطويره ومروره بتجارب عديدة، اعتمدنا لوحين فقط للمسبار، لأنه الأنسب لمتطلبات الإطلاق ولبيئة المسبار وتحمله.  وقال: إن جائحة كورونا شكلت تحدياً كبيراً لإطلاق مسبار الأمل، ولاسيما مع إغلاق الدول لحدودها، لافتاً أنه كانت هناك مخاوف من تأجيل إطلاقه لسنتين، ولكن بفضل جهود فريق العمل الذي تحرك مبكراً، وبفضل جهود مختلف الجهات في الدولة، تمكنَّا من نقل المسبار من الإمارات إلى اليابان في ذروة الأزمة. 
وأضاف، إن مسبار الأمل يعد مشروعاً وطنياً إماراتياً، فقد جرى تخطيطه وتصميمه على أرض الدولة، وتم تصنيع نحو 200 قطعة ميكانيكية من المسبار محلياً، كما أنه لم يتم استيراد أي من التقنيات الرئيسية التي يقوم عليها المشروع، بل يتم تصميمها وتصنيعها وتجميعها محلياً على أيدي خبرات وإمكانات إماراتية. 
وتابع: جرى تطوير المعرفة التقنية اللازمة محلياً، من خلال تدريب فريق المشروع من الشباب الإماراتيين عبر الشراكات الاستراتيجية مع جهات أكاديمية علمية، عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء.
وقال: يسهم المشروع في إقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يدعم تطوير برنامج فضائي وطني قوي، وبناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، ويسهم في تطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية.
 
معلومات دورية
 بدورها، قالت مريم الشامسي، قائد الأجهزة العلمية ضمن الفريق العلمي في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»: يتكون الفريق العلمي من 26 شخصاً يعملون لتطوير البرمجيات والأدوات الخاصة بمعالجة البيانات العلمية للمسبار، وسيتم توفير معلومات دورية من خلال 3 أجهزة في المسبار حول تغير المناخ والغلاف الجوي. وأضافت، أن مسبار الأمل سيكون معنياً بتوفير معلومات يومية عن المريخ، من خلال فهم العلاقة والتفاعلات بين طبقات الغلاف الجوي، وكيفية تأثير ما يحدث في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي في كوكب المريخ على الطبقات العليا، كما أنه سيكون مهتماً باكتشاف أسباب تآكل الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، الذي أدى إلى انعدام البيئة المناسبة للحياة على الكوكب.

شركاء علميون وعالميون
عمل فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ على تصميم المسبار وعلى تطويره مع شركاء نقل المعرفة في جامعة كولورادو في بولدر وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي. 
ويقوم مختبر الفيزياء الجويّة والفضاء في جامعة كولورادو في بولدر بدور شريك نقل المعرفة المتخصّص في تطوير مهام فضائية وأدوات المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية وكاميرا الاستكشاف وتطوير فريق العلوم، والعمليات. وجامعة ولاية أريزونا تعد شريك نقل المعرفة في تطوير أدوات المقياس الطيفي، بالأشعة تحت الحمراء، وتطوير فريق العلوم، والعمليات.

أجهزة تعقب
أكد سهيل الظفري المهيري، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، مسؤول تطوير المركبة الفضائية، أن أبرز الصعوبات هي تصميم قمر اصطناعي يدخل مدار كوكب آخر، بالإضافة إلى أن فرق الاتصال بعيد جداً، ومن ثم تشغيل نفاثات القمر الاصطناعي. وقال المهيري: بعد انطلاق المسبار ستساعد أجهزة التعقب في رسم تصور عن وضع المركبة الفضائية لضمان اتباعها المسار المطلوب، وتصل مدة تأخر الاتصال بالمسبار عند مداره حول كوكب المريخ من 13 إلى 26 دقيقة لتصل كوكب الأرض. 
وأضاف: كما سيستخدم المسبار شبكة «ديب سبيس» للاتصالات، ويكمل دورته حول الكوكب الأحمر كل 55 ساعة، والمدار العلمي لمسبار الأمل هو 20.000-43.000 كيلومتر. 
وأشار إلى أن حجم المسبار ووزنه الكلي يماثل حجم ووزن سيارة صغيرة، حيث يزن 1.350 كلغ تقريباً متضمناً وزن الوقود، وبأبعاد 2.37 متر عرضاً و2.90 متر طولاً، وتقتصر مدّة اتصال غرفة التحكم في الإمارات بالمسبار حول الكوكب الأحمر ما بين 6-8 ساعات، مرتين في الأسبوع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©