يمثل الحفاظ على التراث الوطني ضمانة أساسية للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها، ومن ثم، تولي دولة الإمارات العربية المتحدة حماية تراثها الوطني أهمية بالغة، ويشكل هذا الهدف أولوية كبرى لدى قيادتنا الرشيدة، وكان محط اهتمام كبير لدى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي عُهد عنه الكثير من المقولات التي تؤكد الأهمية الحيوية للحفاظ على التراث الوطني، ومنها قوله: «لا بد من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور، وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة». وتسير قيادتنا الرشيدة الحالية، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على هذا النهج المبارك في تقديم كل أوجه الدعم لحماية تراثنا الوطني وتعزيزه بشكل مستمر. 
وتعد المهرجانات والبرامج التراثية والثقافية أدوات أساسية لصون التراث الوطني، والترويج له، خاصة بين الأجيال الجديدة؛ ما يسهم في الحفاظ على هذا التراث، ويبرز قيم حب الوطن والولاء للقيادة، ومن هذه المهرجانات «مهرجان ليوا للرطب»، وهو مهرجان سنوي يقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ويهدف إلى تبادل الخبرات الفنية بين المزارعين لزراعة أفضل أنواع الرطب وأجودها. ويشمل المهرجان فعاليات متعددة من مسابقات ومزادات، تهدف إلى التوعية بأهمية النخلة، ودورات خاصة لتعليم الأطفال كيفية رعاية النخلة وأمسيات شعرية وألعاب شعبية وغيرها، ومن أبرز هذه الفعاليات، السوق الشعبي الفريد من نوعه الذي يُعدّ جزءاً لا يتجزّأ من فعاليات المهرجان، ويهدف إلى تسليط الضوء على التراث الإماراتي، وترسيخ ثقافته المتوارثة عن الآباء والأجداد. ويحظى مهرجان ليوا للرطب بأهمية متنامية نظراً لدوره السياحي والثقافي، وارتباط العديد من الحرف اليدوية المحلية بالنخيل والتمور.
وفي ظل الاهتمام المتواصل بدعم هذه المهرجانات والبرامج التراثية والثقافية، كأدوات أساسية لصون تراثنا الوطني وتعزيزه، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، برفع قيمة الجوائز، وزيادة فئات مسابقات الرطب والفواكه، ضمن «مهرجان ليوا للرطب» بدورته السادسة عشرة، التي ستقام خلال الفترة من 17 حتى 23 يوليو الحالي، لتصل قيمة الجوائز إلى أكثر من 8 ملايين و200 ألف درهم. والجدير بالذكر أن فعاليات المهرجان للدورة الحالية ستقتصر على مسابقة الرطب والفواكه من دون زوار؛ حرصاً على السلامة العامة وسلامة المشاركين والعاملين في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، والتدابير الاحترازية والوقائية التي اعتمدتها دولة الإمارات للوقاية من العدوى. 
ومما لا شك فيه أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بدعم مهرجان ليوا للرطب، وكما يقول اللواء فارس خلف المزروعي، القائد العام لشرطة أبوظبي عضو المجلس التنفيذي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، هي جزء من الدعم غير المحدود من سموه لحماية تراثنا الوطني، وتعكس هذه التوجيهات اهتمام القيادة الرشيدة بالقطاع الزراعي، وتعظيم دور المزارعين في الدولة، وصون الموروث الزراعي والمحافظة عليه، فضلاً عن الحرص الدائم على تحفيز وتعزيز الجهود الرامية إلى إنجاح مختلف المشاريع الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي. 
إن الحفاظ على التراث الوطني، كآلية مهمة للحفاظ على الهوية الوطنية، يمثل أولوية مركزية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعد «مهرجان ليوا للرطب» من المهرجانات الرئيسية الهادفة إلى الحفاظ على تراثنا الوطني، وبالتالي، فهو يحظى بكل أوجه الرعاية والدعم من قبل القيادة الرشيدة، وقد استطاع المهرجان بفعالياته المختلفة أن يصبح مركز اهتمام المؤسسات الزراعية داخل الدولة وخارجها، حيث يجمع بين المزارع والمستهلك من جهة، والشركات والمصانع المتخصصة بالمنتوجات الزراعية من جهة أخرى.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية