تجربة التعليم عن بعد أثمرت نتائج إيجابية في مجملها، وأكدت حرص القيادة الرشيدة على استمرارية التعليم في زمن كورونا، إنها ضرورة وفرّت لها الدولة مستلزمات أساسية من بنى تحتية، وتقنيات اتصال، وجاهزية إدارية، ومتابعة حثيثة، ودعم متواصل، ومع نهاية العام الدراسي، نستطيع استنتاج مخرجات هذا النظام، والاستفادة منها في المستقبل، خاصة أنها تجربة استشرافية، لا ننسى منظورها التربوي من قبل أولياء الأمور والأطراف المعنية أيضاً من وزارة التربية والتعليم والتثقيف الإعلامي، الذي عزّز من قدرة الدولة وجاهزيتها الفذّة على إنجاح هذا النظام في ظل الجائحة الراهنة.
أعلنت وزارة التربية والتعليم، عن خطتها في وضع أربع سيناريوهات لأوقات دوام العام الدراسي المقبل، وقد اطلعنا على تلك الخطط المقترحة، لتكون محوراً أساسياً للنقاش هذه الفترة، خصوصاً لدى أولياء الأمور ومؤسسات القيادة التربوية المعنية باتخاذ القرارات المستقبلية، ومن الناحية المجتمعية، نجد بأنَّ السيناريوهات المُعلن عنها تستوجب منّا كمجتمع دراسة نظام التعليم عن بعد، ورصد فوائده الجمة وتحديد السلبيات والتصدي لها، والوقوف على إمكانية استئناف التعليم بنمطه المعتاد، بما يناسب الظرف الراهن، وما يستجد من تطورات.
التعلم عن بعد من ناحية أكد قيمة الانضباط الذاتي لدى الطلبة، وشعورهم بالمسؤولية خصوصاً الطلبة الناضجين في مرحلة الثانوية، كما أنَّ الدور الداعم من قبل أولياء أمور الطلبة بات واضحاً من خلال هذه التجربة، خاصة في المرحلة الأساسية.
بعض المشاكل التقنية في التعليم عن بعد يمكن احتواؤها، مع مراعاة الجانب النفسي لدى التلاميذ، فهم يفتقدون للأجواء التفاعلية بين أقرانهم، وغياب تجربة المعايشة مع زملائهم في مقاعد الدراسة الواقعية، ويحتاج التعليم عن بعد، إلى نظام لتقييم التلاميذ، ومنحهم علامات وفق أسس ومعايير واضحة، لضمان تكافؤ الفرص، ومنع ما نسميه «الغش»، أما الأنظمة الإلكترونية فيمكن تطويرها لسد أية ثغرات تعتري عملية تقييم التلاميذ، وتصنيف مستويات تحصيلهم، وأيضاً في الاستجابة لتحديات تواجه مدرسي بعض المواد، كالعلوم، خاصة الكيمياء، وكيفية توفير منصات تعليمية إلكترونية تحاكي الواقع، وتلائم المحتوي المعرفي لهذه المواد.
هنيئاً لنا كدولة ومجتمع على اجتيازنا للعام الدراسي الحالي، الذي عانى فيه العالم تداعيات وباء كورونا، وقد أثبتت قيادتنا الرشيدة أنّ التعليم بأهميتهِ يوازي أهمية الصحة على أرض وطننا الغالي، خالص الشكر على الجهود المبذولة من قبل الطاقم التعليمي لدعم التلاميذ خلال هذا العام الدراسي عبر المنصات التعليمية كافة.