الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عندما دخلت السجن في مكناس!

عندما دخلت السجن في مكناس!
30 يونيو 2020 01:51

لنرجع إلى البداية..
حل الشتاء، وهو الوقت المفضل لي لزيارة بلاد المغرب، حيث جرت العادة خلال السنوات الماضية، أن أقضي أياماً من الشتاء في المغرب، إذ أجد نفسي في تلك البلاد، خاصة بعد تعرفي على مجموعة من الأصدقاء الذين أفخر بهم، ولم أكتفِ بالزيارة وحدي، بل بدأت في السنوات الماضية بمرافقة زملائي وأفراد من عائلتي، لأعرفهم على وجه المغرب الحقيقي، وقد أصبحوا مغرمين مثلي بتلك البلاد التي ما زلت أرى أنها تحتاج منا لتعريف أكبر بمقوماتها السياحية القوية، وآخر الزيارات كانت مع زوجتي التي سحرتها أرض المغرب كما سحرت زوجها، فأعانها الله. 
هذه المرة كان جزء من الرحلة إلى مكناس التي تعني «المحارب» باللغة الأمازيغية، وقيل: سميت مكناس بهذا الاسم لأن أهلها كانوا يكنسون الزيتون المتساقط من الأشجار في ضواحيها، هي مدينة بناها المولى إسماعيل -الذي ستجد كل شيء يدور في تلك المدينة حول اسمه- وهي عاصمة الدولة الإسماعيلية، ومن غرائب ما سمعته عن المولى إسماعيل أنه كان لديه أكثر من 500 ولد وحفيد!!، ولا أدري مدى صدق هذه المعلومة.
تقع مكناس في شمالي المملكة على بعد 140 كيلومتراً من الرباط، والمدينة كأكثر مدن المغرب الحالية، تنقسم إلى قسمين، قديم وحديث، وكانت جولتنا في الجزء الخاص بالمدينة القديمة، بداية من باب منصور -الذي يعتبر خامس أكبر باب في العالم- ومروراً بمرابط الخيول، وصهريج الصواني وقصر المنصور، وعرجنا على الأسوار القديمة.
وقد دخلنا السجن! نعم سجن مولاي إسماعيل، الذي كان خاصاً بالمعارضين للسلطان، ويسمى حبس أو سجن قارة، وهو السجن الوحيد في العالم -حسب ما يقال- بلا أبواب، كما أن مساحته تقدر بعشرات الكيلومترات وتتشعب دهاليزه وسراديبه تحت مدينة مكناس، وقد بناه المولى إسماعيل -كما ذكرنا- لمعارضيه الذين يثيرون الفتن في ذلك الوقت، وهو بأكمله تحت الأرض.
السجن عبارة عن دهاليز ومتاهات، ولكل قاعة ممرات وتفرعات عدة، وكما يقال فلم يدخل هذا السجن أحد وخرج منه حياً، كما أن فيه قاعات مختلفة متعددة! وتم إغلاق الجزء الأكبر منه لفصل الممرات الباقية حتى لا يتيه السياح فيه، حيث ضاع سياح أجانب في متاهاته قبل فترة من الزمان، ويقال إن مساحته تعادل مدينة مكناس بأكملها.
يحيط بالسجن عدد من الأساطير، وكان مرشدنا يحدثنا عن الكثير منها، والتي لا نعلم صدقها أو مدى صحتها، ولكن المكان يفرض رهبته ويقبض القلب، ويشير إلى حقبة مخيفة.
هذه قصة دخولي إلى السجن الذي خرجت منه من دون كفالة، وكانت من الزيارات المخيفة التي ستبقى عالقة في الذاكرة، فهل رأيتم جنوناً بحب السفر، يفوق جنوني، أسافر لأسجن ولكني بحمد الله خرجت بلا كفالة!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©