دروسٌ مكثفة في الحياة نكتسبها كل يوم فقط بالملاحظة، وأحياناً بالقراءة، وتارة ثالثة بالطفو على أسطح المواضيع التي لا تخصنا، ما تعلمته بالملاحظة هو ما اكتسبته من معارف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله وأكرم مقامه»، الذي دخل قلوبنا وبيوتنا، فطمأن كل شخص بأنه وأسرته وكل من تنفس هواء الإمارات وعاش فيها سيكون بخير، إن شاء الله، وكفل لنا حياة لا يهددها الجوع أو المرض، وأبعد عنا فكرة الهم والمعاناة، وفي زمن الأزمات أصبحت الحياة به وبقيادتنا الفريدة أجمل وأبدع، هذه عبارات تشكل مفهومها وتركبت في ذهن قائد بثها في روح شعب، فعززت صور الجمال ومعطياته. 
وفي كل مرة نسمع تلك الكلمات، ونرى ما يرسخها في أذهاننا في الشوارع، نتأكد من حرص القائد واهتمامه بنا كلما قلنا لأنفسنا: يا ترى هل هناك شيء لم يصنعوه لنا بعد؟ وبين التساؤل والعصف الذهني تترأى لنا حكمة صاحب السمو ومقولاته، التي تعكس فلسفته العميقة وفهمه الأعمق لمتطلبات الإنسان ووسائل ترويض وحوش الخوف التي تكمن في تصوراتنا؛ فيطلب منا مقابل كل جميل ومعروف أسداه لنا أن نصبر، فيقول إن الصبر سيفاجئكم بفرجٍ قريب، ولا تنسوا أن الترشيد منبعه الرشاد، وأن الغد الذي نتوقعه سيطالنا ويستدام لأجيالٍ قادمة، بإذن الله.
وما تعلمته بالقراءة في زمن «الكورونا»، يتعلق بفلسفة بعض الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، ترى ما حاجتنا للجدل والفلسفة والسفسطة الآن؟ كان أجدى بخلوة النفس هذه أن تجود بما هو جميلٌ وجيدٌ ونافع! أقلق كثيراً عندما يتفاعل العقلاء منا مع بعض المتفلسفين والمتثاقفين، وأود أن أقول لربعنا المنغمسين في الرد عليهم: «ردوا عنهم تَراكُم بتستوون خبايل شراتهم»، ولكني أعود إلى ذاتي وأقول في نفسي: «حد أحشمه وحد أحشم عمرك عنه»، هكذا تربينا، أن تطفو على السطح خيرٌ من الوقوع في المستنقع.
للعارفين أقول: توثق «ذاكرة الفجيرة» سوالف من زمن «كورونا»، وتجمع تجارب الذاكرة الحية التي ستصبح من الذكريات قريباً، وهذه خطوة بعيدة المدى وسابقة في استعدادها للخمسين، وجمع كل ما له علاقة بالوباء من أقوال القيادة وتوجيهاتها الرشيدة، إلى أذان المساجد وحكايات فئات المجتمع بأطيافه، لا سيما الأطفال لأنهم نصف الحاضر وكل المستقبل.
وما أجمل الحياة في الإمارات! شكراً قيادتنا الرشيدة.