الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«لغة الورد».. صوت المشاعر وثقافة الجمال

«لغة الورد».. صوت المشاعر وثقافة الجمال
26 يونيو 2020 00:49

هناء الحمادي (أبوظبي)

تظل لغة الورد لغة عالمية، يفهمها كل بني البشر، ويتبادلون بها المشاعر، فوردة واحدة تغني عن أغلى الهدايا، وكم من الأشياء تستطيع أن تعبر عنها وردة! فإن تقديم غصن متواضع من البنفسج، أو وردة واحدة، يعني طلب الصفح، وهناك الكثير من المعاني التي تعبر عنها الورود، باعتبارها لغة تعبيرية خاصة عندما يغيب الكلام، ويصعب التعبير، وتجف الأقلام، ويتلعثم اللسان.
وتبقى الوردة وحدها نضرة زاهية في عالم فاطمة آل علي التي بدأت قصتها مع هذا العالم عام 2017، حينما اكتشفت موهبتها بالصدفة، عندما قدمت هدية بسيطة من صنع أناملها أثناء تخرجها، وكانت عبارة عن «بوكيه صغير» من نوع مختلف يسمى «ستاتيس»، لتكون كلمات التشجيع بداية الانطلاقة لافتتاح مشروع خاص ببيع الورد بكل الألوان والروائح الجميلة.
وتقول عن مشروعها: بدأت الطلبات تنهال علي، لتكون البداية تنسيق ورد «اللافندر»، ورغم خبرتي البسيطة في تنسيق الورد في بدايتها، فإنني اعتمدت على التغذية البصرية في التنسيق، بعدها وجدت القدرة على تقديم ورشة عن تنسيق الزهور عام 2018 في يوم المرأة الإماراتية، وشاركت في مسابقة «التاجر الصغير» لاكتساب الخبرة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أقدم الجميل والمميز عن تنسيق الورد لجميع المناسبات السعيدة.

مشاعر إنسانية
والورد، في نظر رقية علي النقبي، لغة مقروءة بكل أبجديات العالم، لا يشترط لمن يتذوقها ويحسها، ويشعر بها ويفهمها أيُّ ترجمة، إنها لغة خاصة تنبع من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية، فحين تخاطبك، تجذبك إليها بقوة رائحتها العذبة وأشكالها الساحرة، وألوانها المشرقة للحياة.
وتقول النقبي: بعد تخرجي في جامعة الشارقة، تخصص «تاريخ والحضارة الإسلامية»، لم أبحث عن الوظيفة، وقررت تحقيق أهدافي، من خلال هواياتي، التي هي سر نجاحي، وبها بدأت مشواري، ودخلت عدة مجالات، من ضمنها التجميل وتصميم الأزياء والأكسسوارات، والرسم على مختلف الأقمشة، وصناعة أشكال فنية على الكعك، واتجهت بعدها لحرفة جديدة، فأبدعت فيها وأتقنتها وطورتها، وهي «صناعة الورود الورقية»، ومن هنا بدأت قصتي مع عالم الزهور.
وتتابع: «منذ بداياتي في هذا المجال، وخلال عامين في صناعة الورود الورقية، نشأت علاقة عشق بيني وبين الورود وأنواعها وأشكالها وألوانها، فتعمقت فيها، إلى أن وضعت دراسة جدوى لمشروعٍ أضع فيه كل مواهبي وخبرتي في تصميم تجهيزات حفلات الأعراس، وحفلات التخرج واستقبال المواليد، وغيرها من المناسبات، فأنا أحب التجديد والتميز، فدائماً ما أحب إضافة لمساتي الفنية المتجددة، وقد تعلمت الكثير في هذا المجال، وكيف أواجه المصاعب، خاصةً في وقتنا الراهن بعد تفشي مرض كورونا، لأواصل مسيرتي. وأكدت النقبي: «عالم الزهور بحر واسع وكبير، فيه تعلمت أن أكون ناعمة مثل أوراق الزهور، صلبة كجذورها، خشنة كساقها، وطيبة كطيب عبقها».

بهجة الروح
 للورد لغة خاصة، لا تقرأ أبجدياتها العين المجردة، بل تقرأها المشاعر، فهو لغة عالمية حرة طليقة، بعيدة عن قيود الحروف، هذا ما تشعر به أمل آل علي، ماجستير في إدارة الأعمال، عندما تجد نفسها في محلها الخاص وهي تنسق الورود للزبائن، بقولها: كان حلمي أن يكون لي محل خاص لبيع الورد، حيث كنت دائماً أنظر إلى الباقات الجميلة المرسلة للمنزل، وأتمعن في طريقة تنسيقها وألوان الورد الذي يبهج الروح والمشاعر، متمنية أن أحظى بتنسيق باقة من الورد، كبر الحلم وبدأ يتحقق على أرض الواقع، حينما كنت أرافق والدتي لمحلات الورد، واختار الورود ليتم تنسيقها في الباقة، مع وضع الإضافات الجميلة مثل أحواض السمك وقفص العصافير، ومن هنا بدأت رحلة الجمال في عالم الورد، بافتتاح محل خاص وتلبية الطلبات، بتوصيل جميع الطلبات للمناسبات السعيدة، كما تنوعت ألوان وأسماء الورد، حيث لدي العديد من الأنواع مختلفة الشكل واللون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©