الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الوعي السلاح الأول لمواجهة فيروس كورونا

الوعي السلاح الأول لمواجهة فيروس كورونا
21 يونيو 2020 01:45

إعداد: سامي عبد الرؤوف، منى الحمودي

أكد مسؤولون في القطاع الصحي بالدولة، أن إجراءات دولة الإمارات نجحت في مواجهة تحدي فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، حيث استطاعت الحد من انتشار المرض وتحقيق نسبة متميزة في عمليات الشفاء وخفض عدد الحالات الحرجة ونسبة الوفيات. وقالوا لـ«الاتحاد»: إن «الحفاظ على ما حققته الدولة من مكتسبات في التعامل مع هذه الأزمة العالمية، يستلزم قيام الأشخاص بمسؤوليتهم لحماية أنفسهم ومن حولهم والمجتمع كله من الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، حيث يعد الوعي الفردي والمجتمعي، السلاح الأول في الانتصار على هذا المرض». وكشفوا عن إشادة منظمة الصحة العالمية بدور الدولة في كيفية التصدي لهذه الجائحة واتباع أفضل الممارسات العالمية لذلك، منوهين بتحقيق الدولة المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد الفحوصات المخبرية التي أجريت حتى الآن، مؤكدين أنه بتضافر الجهود يمكن الوصول إلى أعلى درجة من الالتزام والتي نطمح جميعا لأن تصل إلى نسبة 100 %، محذرين من العواقب الصحية والمجتمعية الكبيرة عند فشل الأفراد في الالتزام بدورهم، وهذا ما تم ملاحظته في ازدياد حالات الإصابات حول العالم. وذكر هؤلاء المسؤولون، أن انتشار هذا المرض مرتبط بعادات وممارسات سلوكية أساسها الأفراد لذا وجب عليهم مراعاة هذا الدور المهم من منطلق المحافظة على صحتهم وسلامتهم والمحافظة أيضاً على صحة وسلامة من حولهم خاصة الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة مثل كبار السن والأفراد الذين يعانون من أمراض أو حالات مزمنة. ولفتوا، إلى أن الجهود المبذولة أسفرت عن بداية انحسار عمليات الإصابة بالمرض، وللمحافظة على هذه النتائج يجب أن يقف كل شخص أمام مسؤوليته ويقوم بدوره في الوقاية والتوعية والحماية من المرض، مؤكدين أن الجهات الصحية تستهدف الوصول بالالتزام الفردي بإجراءات الوقاية لنسبة 100 % خلال الفترة المقبلة. وحذروا في الوقت نفسه من استمرار بعض الممارسات الخاطئة التي حدثت في بعض الأحيان خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها التجمعات العائلية والتساهل في تدابير الوقاية، مؤكدين أن التزام الأفراد يسهل العودة للحياة الطبيعية وممارسة الأعمال، ويعتبر الالتزام الفردي وقيام الأشخاص بمسؤولياتهم هو شعار المرحلة الحالية. وحول حدود دور الفرد، والنتائج والأضرار في حال عدم الالتزام، وكيف يمكن الوصول إلى نسبة 100% من التزام فردي ومجتمعي بسبل الوقاية والإجراءات الاحترازية من الإصابة بمرض «كوفيد- 19»، وعن أبرز الممارسات الخاطئة التي وقع فيها البعض خلال الأشهر الماضية يتناول هذا الملف التفاصيل.

صمم الأمان 
أكد الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الأهمية البالغة للوعي الفردي والمجتمعي في الحد من انتشار الفيروس وتجاوز هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم اليوم، مشيرا إلى أنه السلاح الأول لمواجهة الأمراض المعدية وهو صمام الأمان للخروج من هذه الأزمة من خلال استجابة أفراده للإرشادات والالتزام التام بالإجراءات الاحترازية والوقائية. وقال: «لقد أثبتت الجهود العالمية المبذولة لمواجهة انتشار هذه الجائحة حتى الآن أن الدول التي لديها مجتمعات واعية، وملتزمة بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الحكومات، هي الدول التي نجحت في القضاء عليه بالفعل، أو كانت الأقل تأثرا به من خلال التزام شعوبها الطوعي بهذه الإجراءات الاستباقية التي تحول دون انتشاره»، لافتاً إلى أن أزمة تفشي كوفيد- 19 أثبتت تكاتف وتضامن المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين لتجسد رؤية القيادة الرشيدة بالاعتماد على تلاحم جميع أفراد ومؤسسات المجتمع في تعاملهم مع الأزمات لتجاوزها، حيث أصبح الفرد يستشعر أنه معني بذاته لمجابهة هذا الداء، فغدت الجدية والوعي الواسع هي سيد المشهد.  وشدد العلماء، على أن الوعي الفردي والمجتمعي غدا هو العامل الأول خاصة في هذه المرحلة التي بدأنا فيها بالعودة التدريجية للحياة الطبيعية، وهذا لا يأتي إلا من خلال الالتزام التام بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الدولة ودعم جهودها لمنع انتشار هذا الوباء. 


النموذج الإماراتي 
وحول تأثير الوعي المجتمعي على احتواء تداعيات فيروس «كورونا» المستجد، قال الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس اللجنة الوطنية لتطبيق اللوائح الصحية الدولية ومكافحة الجائحات: إن العديد من تجارب دول العالم أثبتت أن الوعي المجتمعي كان حجر الأساس في مواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» واحتواء انتشاره، لأنه مهما كانت طبيعة الإجراءات الوقائية والخطوات الاحترازية، فإنها تظل بلا جدوى دون الالتزام الكامل والطوعي بها من جانب أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن وعي المجتمع والتزامه الكامل بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، يظل أساس التعايش مع جائحة كورونا، لحين القضاء عليه بشكل نهائي.
وأشار إلى أن الوعي والتفاعل المجتمعي الإيجابي يمثل المحرك المؤثر في توجيه الأزمات نحو انحسارها، وتجاوزها بأقل الخسائر، لافتا إلى أن دولة الإمارات قدمت أنموذجا حيا للوعي والتفاعل المجتمعي، المتشكل من مستوى الشفافية العالية التي تؤكد عليها قيادتنا الرشيدة، مؤكداً احترافية الأنموذج الإماراتي، في الحملات التوعوية الإرشادية، واستباقية القرارات الاحترازية الوقائية المدروسة بعناية في توقيتها ونوعيتها وفئاتها المستهدفة لتحقيق أقصى درجات الأمان الصحي للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.

العمل بالتوازي 
قال الدكتور عادل سجواني: عضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس «كورونا المستجد»: «حكومتنا الرشيدة لم تقصر في اتخاذ كل ما من شأنه حماية ووقاية المجتمع من فيروس «كورونا» المستجد وتوفير كل أنواع الرعاية اللازمة في حالة الإصابة بالمرض، ومن المفترض وبالتوازي مع جهود الدولة والجهات المسؤولة، أن يكون هناك دور للفرد، وهذا الدور في غاية الأهمية والخطورة في نفس الوقت، حيث يستلزم النجاح في مواجهة هذا المرض، قيام كل الأطراف بدورها ومسؤوليتها»، مشيراً إلى أنه يمكن تحديد دور الفرد في العديد من النقاط والمهام، أبرزها التواصل مع الجهات الصحية والإبلاغ عن إصابته في حالة حدوث ذلك. 

ممارسات خاطئة
وردا على سؤال حول أبرز الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأشخاص في حق أنفسهم وحق مجتمعهم، أجاب الدكتور سجواني: «تجمعات العمل أو التجمعات العائلية أبرز هذه المظاهر التي نحتاج إلى تجنها، حيث نجد بعد عودة الموظفين إلى العمل مؤخرا، وجود تجمعات على الإفطار ونزع الكمامات، وهذا غير صحي ويساعد على نقل فيروس «كورونا» المستجد. 
وشدد على ضرورة أن يكون الأكل في العمل منفردا، منبها إلى خطأ اعتقاد البعض أن فتح الأسواق يعني العودة والذهاب إليها لأي غرض حتى وإن كان غير ضروري، وهذا من الأمور التي نحتاج أن يعيد أصحابها النظر فيها، لخطورتها عليهم وعلى غيرهم. 
 وحذر من الاستخدام المشترك لسجادة الصلاة في مقرات العمل، ولذلك يجب عدم تشارك سجادة الصلاة في مكان العمل، وينطبق ذلك أيضا على الأدوات المكتبية، لافتا إلى أنه يفضل استخدام الوسائل الحديثة لتبادل المعلومات والبيانات الخاصة بالعمل، بسبب احتمالية انتقال فيروس «كورونا» عن طريق الأوراق التي قد يكون وصلها إليها الفيروس من خلال عطس شخص مصاب أو من خلال لمسه بيديه للأوراق. كما نبه سجواني، إلى خطورة طلب وجبات غذائية «ديلفري» إلى مقرات العمل أو المنزل، داعيا إلى التخلص بسرعة من الأطباق والأدوات المعد فيها الطعام الجاهز، وعدم القرب من الشخص الذي أحضر الطعام للمكان. ولفت سجواني، إلى عدم الالتزام بالإرشادات الوقائية والتعليمات الاحترازية كالخروج من المنزل بلا ضرورة والازدحام في الأماكن العامة وعدم الالتزام بتعليمات الحجر المنزلي. 

جهود حكومية 
وحول أبرز الجهود التي قامت بها الجهات الحكومية للتعامل مع فيروس «كورونا»، قالت الدكتور عائشة الظاهري، رئيس قسم التثقيف الصحي في مركز أبوظبي للصحة العامة: «يلعب الأفراد الدور الأكثر أهمية في منع الإصابة بالفيروس، حيث قامت حكومة دولة الإمارات بقيادة تمتلك رؤية مستقبلية، بدورها في وضع مبادئ توجيهية بناءً على أفضل الممارسات العالمية، ومن بين هذه الجهود، إطلاق البرنامج الوطني للتطهير والتعقيم، وإنشاء مراكز فحص مكثفة، وتوفير الفحوصات المجانية للمجموعات السكانية المؤهلة وزيادة قدرة المستشفيات ودعمها بالمستشفيات الميدانية بالإضافة إلى تدابير مختلفة أخرى لمنع انتشار العدوى».  وأكدت الظاهري، أن دور الأفراد مهم جداً في الالتزام باتباع الإرشادات الوقائية وحماية أنفسهم ووقف انتشار المرض، وبالرغم أن هذا يعتبر تحدياً للجميع إلا أنه يكاد يكون الحل الوحيد المتاح حالياً للحد من انتشار العدوى واحتواء هذه الجائحة. 

دور الفرد 
وحول حدود هذا الدور، أجابت الظاهري، أن دور الأفراد في التصدي لهذه الجائحة ووقف الانتشار يعد بالغ الأهمية ولا حدود له، حيث يأتي الدور هنا كمسؤولية مشتركة للمحافظة على صحة وسلامة الجميع والحرص على الالتزام بالإجراءات الوقائية وتطبيق التعليمات من الجهات الرسمية. 
وأكدت أن الإجراءات الوقائية التي اتخذت والتعامل الذي حدث لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، هي بمثابة فرصة لإعادة تنظيم الحياة الصحية واتخاذ العادات الصحية الوقائية كنمط حياة مستقبلي مستدام. وقالت الظاهري: «يمكن تلخيص أهم الإجراءات الفردية خاصة مع تزامن تقليل القيود وفتح معظم الأماكن العامة، بأهمية البقاء في المنزل والخروج فقط للضرورة وعند الخروج مراعاة لبس الكمامة والمباعدة الجسدية بمسافة لا تقل عن مترين بالإضافة إلى غسل اليدين أو تعقيمهما باستمرار». وأضافت: «الوقاية والتوعية والحماية، تمثل ثلاثية الواجبات الفردية المطلوبة من كل فرد في المجتمع القيام بها حفاظا على نفسه وأسرته وأحبائه وزملائه والمجتمع بأسره». 

الثقافة الصحية= الحماية من الأخطار 
قالت الدكتور عائشة الظاهري: «الثقافة الصحية تضمن لك الحماية من أخطار مختلف الأمراض، حيث إن معرفة الإرشادات الوقائية تجنبك الإصابة أو الخطر». 
وأضافت: «لذلك من المهم للغاية أن يبقى الأفراد على علم بالمستجدات بشكل يومي حيث إن المعلومات تتغير باستمرار استنادًا إلى الأدلة العلمية والتحديثات الطبية والصحية، وكذلك من المهم الاستمرار في التحقق من مصادر المعلومات الموثوقة». 
 وأشارت إلى أنه تشمل مصادر المعلومات الموثوقة من الجهات الصحية: مركز استجابة رقم 800 1717 لإمارة أبوظبي، وزارة الصحة والوقاية -800 11111 للإمارات الأخرى وهيئة الصحة بدبي – 800342 لإمارة دبي. ويمكن للأفراد الاتصال بالأرقام أو متابعة الحسابات الرسمية التابعة لها على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات الموثوقة.

تفعيل خطة الأوبئة قبل وصول الجائحة
أكد الدكتور محمد العلماء، أن دولة الإمارات اتبعت نموذجاً فريداً من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لاحتواء فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 وعدم تفشيه. 
وقال: «تحقق ذلك بفضل القدرات المتميزة للمنظومة الصحية بالدولة والدعم المتواصل من القيادة الرشيدة بتوفير إمكانات استثنائية للجهات الصحية، التي عملت على مواكبة تعليمات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية، وتطوير إجراءات الفحص الطبي»، مشيراً إلى جهود الدولة في تعزيز اكتشاف الحالات استباقياً من خلال توسيع الفحوص المخبرية، والتتبع النشط للمخالطين وتوفير أماكن العزل الصحي المهيأة وتطوير بروتوكولات العلاج المناسب للحالات المصابة. 
ولفت العلماء إلى أن الجهات الصحية فعلت خطة الأوبئة والجائحات قبل وصول فيروس كورونا كوفيد-19 إلى دولة الإمارات، كما تم تحويل بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية إلى مراكز تقدم الخدمة أربعة وعشرين ساعة، بما فيها خدمة الحالات الطارئة وإفساح المجال للمستشفيات للحالات الصعبة من الوباء. 
وأشار إلى إنشاء المستشفيات الميدانية لدعم الطاقة الاستيعابية وفق منظومة متكاملة من الإجراءات، التي تعمل بنسق واحد لرفع مستوى الاستعداد والاستجابة بفعالية وكفاءة، لتغدو نموذجاً متميزاً وملهماً في احتواء الفيروس، عبر إجراءات استباقية فعالة ومدروسة أثبت التجارب تحقيقها نتائج إيجابية في تحصين المجتمع. 

عواقب التراخي 
أكدت الدكتور عائشة الظاهري، رئيس قسم التثقيف الصحي في مركز أبوظبي للصحة العامة، أن العواقب الصحية والمجتمعية كبيرة عند فشل الأفراد في الالتزام بدورهم وهذا ما تم ملاحظته في ازدياد حالات الإصابات حول العالم؛ وذلك لأن انتشار هذا المرض مرتبط بعادات وممارسات سلوكية أساسها الأفراد. 
وأشارت الظاهري، إلى أهمية مراعاة الأفراد لهذا الدور المهم من منطلق المحافظة على صحتهم وسلامتهم والمحافظة أيضاً على صحة وسلامة من حولهم خاصة الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة مثل كبار السن والأفراد الذين يعانون من أمراض أو حالات مزمنة.
وقالت: إن ما نمر به الآن يعتبر تحديا كبيرا للجميع ولكن بفضل القيادة الرشيدة والتعامل الصحيح من قبل الحكومة مع هذه الجائحة نستطيع العمل معاً للعودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي إذا قام كل فرد بأداء دوره بالالتزام بالتدابير الوقائية وتعليمات الجهات الرسمية ذات الاختصاص. وأضافت: في الحقيقة مطلوب الالتزام بأكبر نسبة ممكنة والطموح على جميع الأصعدة هو بالتأكيد الوصول إلى نسبة 100% من التزام جميع الأفراد ولكن قد لا تكون هذه النسبة واقعية للجميع حيث إنه قد تكون هناك ظروف خارجة عن سيطرة الأفراد لذلك يظل التحفيز والتشجيع مستمرين لحشد الالتزام بأكبر قدر ممكن».

ورش تثقيفية بعدة لغات 
وحول كيفية تجنب الممارسات الخاطئة وتوعية المجتمع بخطورة هذه الأفعال، أجاب مركز أبوظبي للصحة العامة: «من خلال رفع مستوى الوعي ونشر مبادئ الثقافة الصحية بشكل مستمر وفتح قنوات تواصل مع الأفراد والمجتمع حسب احتياجاتهم وتفضيلهم». 
وأشار إلى التعاون مع الشركاء والجهات ذات الاختصاص لتضامن وتضافر الجهود في الوصول للمجتمع والتأكد من توفير الدعم والبيئة المحفزة لتضامن وتوزيع الأدوار بين كافة الجهات وحرصهم على رفع مستوى الوعي لدى جميع الأفراد في المجتمع، لافتاً إلى قيامه من منطلق رؤية نحو مجتمع يتمتع بالصحة والسلامة، بتنفيذ عدد كبير من ورش العمل التثقيفية بعدة لغات ونشر المنشورات التثقيفية وتوسيع نطاق التوعية والتثقيف في إمارة أبوظبي لإشراك مختلف المؤسسات وتحريك المجتمع للمساعدة في هذا الدور المهم والفعال للتصدي لهذه الجائحة ووقف الانتشار. 

خطورة التجمعات العائلية
أظهرت الدراسات أن خطر انتقال العدوى أعلى في البيئات المغلقة مثل التجمع العائلي، وهذا ليس مفاجئًا حيث إن التجمعات العائلية خطيرة لأن الأفراد يتجمعون في منزل /‏‏ بيئة مغلقة وغير متجددة التهوية. 
 بالإضافة إلى عدم المحافظة على المسافة الجسدية المطلوبة بين الأفراد داخل المنازل، وأيضاً لا يرتدي معظم الأفراد الكمامات في المنزل، وقد يستقبلون بعضهم البعض عن طريق المعانقة والتقبيل، ولمس الكثير من الأسطح المشتركة ومشاركة الطعام والشراب. 
وقد يكون هناك أشخاص بين أفراد العائلة مصابون أو حاملون للفيروس ولا يعلمون. 
واعتبرت هذه الدراسات، أن التجمع فرصة مثالية لنشر العدوى للآخرين لأن البيئة مواتية للغاية، حيث تميل التجمعات العائلية أيضًا إلى تواجد أفراد يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات شديدة مثل كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة لذلك وجب الانتباه لذلك. 
وعن كيفية الوصول إلى نسبة 100% من الالتزام الفردي، أفادت الدكتور عائشة الظاهري، رئيس قسم التثقيف الصحي في مركز أبوظبي للصحة العامة، بأنه يحتاج الأفراد إلى فهم الأسباب الكامنة وراء الإرشادات الوقائية والتعليمات الاحترازية، وهذه هي الفرصة لتعزيز الثقافة الصحية للأفراد وتعزيز دورهم الفردي في الوصول إلى الفائدة المجتمعية للجميع. 
وقالت: «قد يعتقد الأفراد في بعض الأحيان أن الدور الفردي لا أهمية له ولكن هو في الواقع العكس فهو يلعب أهم الأدوار في التصدي لجائحة مثل ما نواجهه الآن والتزامه له تأثير فعال وواسع المدى».
وأضافت: «يحتاج الأفراد أيضًا إلى فهم  اللوائح التي تتعلق بسلامتهم ورفاهيتهم، لذلك يجب عليهم الالتزام بدورهم، ويحتاج الأفراد لتشجيع أنفسهم ومن حولهم ليكونوا قدوة للآخرين -للعائلة والأصدقاء والزملاء».
ولفتت إلى أهمية أن يعرف الناس أن هذه الإجراءات مؤقتة حتى يشجعهم ذلك على أن يكونوا أكثر امتثالًا، مؤكدة أنه بتضافر الجهود يمكن الوصول إلى أعلى درجة من الالتزام والتي نطمح جميعا لأن تصل إلى نسبة 100 %. 

خريطة طريق لإجراءات الوقاية 
أكد مركز أبوظبي للصحة العامة، أن أفراد المجتمع معنيون بكل أشكال الوقاية من الإصابة بمرض «كوفيد- 19»، وأبرزها غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، استخدام مطهر اليدين الذي يحتوي بنسبة لا تقل عن 60% من الكحول، إذا لم يكن الماء والصابون متاحين.  كما يمتد واجب الفرد، إلى تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس بمنديل أو بباطن الكوع والتخلص من المناديل المستعملة في سلة المهملات، البقاء في المنزل قدر الإمكان وفي حال الخروج ارتداء الكمامات والقفازات والتأكد من التخلص منها في سلة المهملات بعد الانتهاء.   وأكد المركز، أهمية الالتزام بالتباعد الجسدي «الحفاظ على مسافة 2 متر على الأقل بينهم وبين الآخرين»، وتجنب الاتصال المباشر مع من يعانون من أعراض تنفسية كالسعال، وطلب المساعدة الطبية عند الضرورة. 
 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©