الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

طارق السلمان.. رحال في عالم المقتنيات النادرة

طارق السلمان يستعرض مقتنياته (الصور من المصدر)
21 يونيو 2020 00:19

خولة علي (دبي)

حوّل المهندس طارق السلمان، شغفه بجمع المقتنيات إلى صرح ثقافي علمي ترفيهي، عبر تشييد متحف كنوز رأس الخيمة الطبيعي، بعد سنوات من البحث والاستكشاف عبر رحلاته وأسفاره، لجمع ما تجود به الطبيعة من نفائس الأحجار والقطع النادرة، التي شكل بها مجموعته الفريدة، لتكون مرآة للتاريخ الطبيعي بمكوناته المختلفة، ولرغبته في أن يطلع المهتمون بالعلوم والمعرفة، على ما لديه من كنوز طبيعية، وضع حجر أساس المتحف، الذي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات بمجهود فردي، ويضم قرابة 2300 قطعة من المقتنيات الطبيعية.
يسرد السلمان بداية اهتمامه بهذا العالم، الذي يزخر بمكونات لا حصر لها من كنوز الطبيعة وثراء التاريخ، عدا عن براعة تكويناتها الحجرية وتشكيلاتها الفريدة، قائلاً: المرء الذي يعشق الطبيعة سيراها من زاوية أخرى أكثر دقة، وباحثاً في تفاصيلها، ومتذوقاً لمكوناتها، ومكتشفاً لما تحويه من كنوز، فكان شغفي في التصوير بداية انطلاقي في رؤية ما تزخر به الطبيعة من كنوز، فالطبيعة كانت وما زالت المحطة التي كثيراً ما أتوقف عندها في أسفاري، حيث ألتقط كل قطعة متميزة وغريبة تثري فضولي، كما تشدني رحلات البحر وجمع ما تلفظه الشواطئ من كنوز، مع البحث عبر شبكات الإنترنت عن القطع الطبيعية النادرة، والحرص على اقتنائها وشرائها، حتى استطعت أن أجمع مجموعة ثمينة من المقتنيات. 
 ويلفت السلمان قائلاً: رغبت في أن أمتع الناس برؤية ما لدي من كنوز، وأزودهم بالعلوم والمعرفة التي تختزلها كل قطعة منها، ولدت لدي فكرة عمل متحف خارجي، ليكون منصة لعرض ما جمعته من مقتنيات، فاتجهت لعدد من المتاحف الطبيعية في أميركا وأوروبا وشرق آسيا ودول أخرى عديدة، كي أكوّن فكرة وافية حول كيفية تصنيف المقتنيات وطرق عرضها، وقد تحقق ما كنت أسعى إليه، بعد أن شرعت في تشييد المتحف عام 2015. 

 

  • بعض الحيوانات المحنطة

7 أقسام
وحول ما يضم متحفه من كنوز، يقول السلمان: نظراً للكم الهائل من المقتنيات الطبيعية التي أمتلكها، فقد صنفتها وفقاً لطبيعتها إلى سبعة أقسام، منها قسم للأحجارالكريمة، وقسم الأحافير، وقسم المحار، وآخر للفراشات والحشرات بأنواعها، وقسم يضم مجموعة كبيرة من الهياكل العظمية للحيوانات، وقسم للحيوانات والزواحف المحنطة، وقسم للأواني الحجرية والفخاريات، وأخيراً الأعشاب والتوابل. 
ومن القطع النفيسة والنادرة، يشير السلمان قائلاً: يضم المتحف بين أقسامه قطعاً نادرة من المقتنيات، منها حجر الاميتست البنفسجي الغريب في تكوينه الظاهري، عدا عن كونه الأنقى والمميز في مظهره ولونه، وأيضاً قطعة إحفورية عبارة عن أنياب تعود لحيوان مفترس عمرها ربما ملايين السنين، وأيضاً هناك مجموعة أحافير للمحار وأصداف البحر التي جلبتها من قمة «جبل جيس»، وهذا يعد مؤشراً على أن هذه المرتفعات كانت في زمن ما مغطاة بالمياه ونتيجة للتغيرات الجيولوجية انحسر البحر، وظلت المرتفعات وما فيها من أحافير من الأصداف دليل على ذلك، ومن الهياكل العظمية فقرة كبيرة متحجرة لحوت، عمرها آلاف السنين، إضافة إلى قطعة إحفورية عمرها يناهز مليون سنة، ولها شهادة موثقة. 

 

  • أنياب حيوان مفترس يعود عمره إلى آلاف السنين

حديقة تعليمية
ولم يتوقف طموح السلمان عند إنشاء هذا المتحف، حيث أضاف مرافق أخرى للمركز، منها إنشاء قرية تراثية، وبيئة تمثل العمارة القديمة لكل قارة، فضلاً عن حظائر للحيوانات الأليفة، وبناء ممرات خشبية معلقة، حتى يتمكن الزوار من رؤية الحيوانات المحنطة عن قرب. 
ولرغبته في تثقيف الأجيال، جاءت فكرته لعمل حديقة تعليمية، ليستفيد منها طلاب المدارس والزوار، من خلال تنظيم الكثير من الأنشطة والفعاليات التعليمية في المركز، والاطلاع على مرافقها الغنية سواء قسم المتحف، أو زيارة المرافق الأخرى، ومنها حديقة الحيوانات الأليفة من البيئة المحلية، وبحيرة للأسماك مع توفير تجربة إطعام أنواعها المختلفة، ومزرعة للصباريات، بالإضافة إلى ورش صناعة الفخار، وتعليم الأطفال الزراعة، وكيفية الاعتناء بالثروة الحيوانية.

محميات تثري المعرفة
للمهندس طارق السلمان الكثير من الخطط والأفكار لإثراء المركز، الذي بدأ من مجرد هواية جمع مقتنيات إلى وجهة تضم مختلف البيئات الطبيعية، فهو يعمل على بناء محميات للخضراوات، حتى يتيح الفرصة للزوار تجربة قطف وجمع الثمار بأنفسهم، وزراعة بعض المحاصيل الغريبة عن البيئة المحلية كالخيار الدائري والفلفل البنفسجي والطماطم السوداء والمحاصيل العملاقة، بالإضافة إلى زراعة الأعشاب العلاجية والنباتات المحلية النادرة، ومتحف لأدوات الزراعة التقليدية القديمة، وحديقة للفراشات، وبناء محمية مبردة للأشجار الاستوائية مع بعض الزواحف والطيور التي تعيش في نفس بيئتها، مع بناء أكواخ خشبية مختلفة الأشكال والتصاميم، ليتمكن الزوار من الخروج بحصيلة وفيرة من العلوم والمعرفة والثقافة.

 

  • حجر الأماتيست البنفسجي مميز وفريد في تكوينه الخارجي

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©