نشر معالي يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة, مقالاً في صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية مخاطباً الرأي العام الإسرائيلي عن خطورة ضم الأراضي الفلسطينية بصورة غير قانونية، ولا نحتاج هنا إلى الإسهاب في الطرح الواضح للسفير الذي يخدم المنطقة بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص، ولكننا بحاجة لإلقاء نظرة سريعة على بعض ردود الفعل العربية التي انحصرت في زاوية عمياء لم تنظر لمقال العتيبة من باب المنطق، ولكن نظرت إليه من زاوية حزبية، فذهبت إلى تحريف المقال، وإخراجه عن السياق الحقيقي، ووصفته بأنه من صور التطبيع مع الاحتلال! متجاهلين بذلك أسس مخاطبة الجمهور من خلال الوسائل الصحيحة. 
مشكلة هؤلاء الحزبيين وجمهورهم اللاواعي أنهم تعودوا على حب المظاهر الشعبوية والصعود على المنابر، وتوجيه تحذيراتهم للخصوم في أرضهم وبين جمهورهم حاصلين على التصفيق لأغراض دعائية، بينما حقيقة تأثير تلك الخطابات الشعبوية لا تتعدى الجدران الأربعة، أو المساحة الجغرافية التي يمكن أن تغطيها المكبرات الصوتية. 
 أما المنطق فهو ليس بحاجة لجمهور وصراخ، يكفي حتى يتحقق تأثيره أن يصل للجمهور الصحيح عبر الأداة الصحيحة، وهذا ما فعله يوسف العتيبة الذي أحدث حراكاً لدى الرأي العام الإسرائيلي والغربي والأميركي من خلال المقال الذي نشره مخاطباً الجمهور الإسرائيلي.
قوة الإمارات الدبلوماسية ضرورية لضمان سلامة المنطقة، بغض النظر عن الدول التي لربما لا توجد معها علاقات دبلوماسية، إلا أن هذا لا يعني عدم التعاون في مجالات أخرى مهمة، كما حدث مع الجانب السوري بإرسال المساعدات الطبية والإنسانية بسبب جائحة كورونا. 
ولا يكفي القول إن الهدف فقط هو الوصول للسلام مع الجميع، بل هناك هدف مهم آخر يأتي بعد تحقيق السلام، وهو أن منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تتحول من منطقة ملتهبة ومتوترة إلى منطقة قادرة على تحقيق الإنجازات على مستوى العالم.