الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الإندبندنت»: أردوغان يُغرق الجيش في مغامرات خارجية خشية إسقاط نظامه

«الإندبندنت»: أردوغان يُغرق الجيش في مغامرات خارجية خشية إسقاط نظامه
18 يونيو 2020 00:31

 دينا محمود (لندن)

أكد محللون سياسيون غربيون أن إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الزج ببلاده في مغامرات عسكرية باهظة الثمن خارج أراضيها، يستهدف حماية نظامه من أي محاولة انقلابية، قد ينفذها الجيش ضده. وقال المحللون إن هذه المقامرات، ترمي للحيلولة دون أن تسنح الفرصة للجنرالات الأتراك، للتخطيط لإطاحة نظام أردوغان، وذلك عبر إبقائهم مشغولين في العمليات التي يورط أردوغان الجيش فيها خارج البلاد.
 واعتبروا أن الانقلاب الفاشل الذي وقع قبل أربع سنوات هو «مكمن الخوف الأكبر لدى الرئيس التركي، الذي يخشى أن ينقلب عليه جنرالاته، ويطردوه من السلطة».
 وتتمثل أحد «تكتيكات أردوغان لتفادي تكرار هذا السيناريو، في التخلص من خصومه في صفوف الجيش، وزرع أنصاره في مختلف المستويات القيادية فيه، بهدف إسباغ طابع الإسلام السياسي عليه، وإعادة تشكيله على النحو الذي يرغب فيه، وذلك بجانب استنفاد قوته في التدخلات الخارجية، ونسج تحالفات بين قواته وبين الميليشيات المتطرفة في دول مثل ليبيا وسوريا».
 ويعني «إنهاك الجيش التركي خارجيا، تقويض أي مساحات قد يرغب قادته في استغلالها في الداخل»، ما يجعل النظام الحاكم في أنقرة في مأمن من أي انقلابات عسكرية، ولو بشكل مؤقت.
 ووفقا للمحللين، يسعى أردوغان عبر التحالف مع مختلف الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، إلى إحياء أوهام الإمبراطورية العثمانية المنهارة من جهة «وإغراق الجيش عمدا في الصراعات المعقدة في المنطقة من جهة أخرى». 
 وتشكل عمليتا «المخلب - النسر» و«المخلب - النمر» اللتان تشنهما تركيا منذ أيام في شمال العراق وتوصفان بأنهما «غزو» مكتمل الأركان لأراضي هذا البلد، أحدث هذه التدخلات، وتُضافان إلى تورط أنقرة بمستشاريها العسكريين وآلاف من المرتزقة في ليبيا، بجانب مرابطة قوات من جيشها في مناطق بسوريا.
 وفي تصريحات نشرتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، قال المحللون إن العمليات العدوانية التركية على الجانب العراقي من الحدود بين البلدين، تشكل «ثالث توغل واسع النطاق لقوات أردوغان ضد المسلحين الأكراد خارج تركيا منذ عام 2016». وأشاروا إلى أن أولى عمليات الاجتياح حملت اسم «درع الفرات» واستهدفت السيطرة على مناطق سورية ذات غالبية كردية، ووقعت بعد شهر واحد من الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا، ما يوحي بوجود ارتباط وثيق بين الأمرين.
 وجاءت العملية الثانية - بحسب المحللين - في عام 2018، وشنها النظام التركي تحت اسم «غصن الزيتون» ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وأعقبها شن أنقرة اجتياحا آخر لمحافظة إدلب السورية لدعم الفصائل المتطرفة الناشطة هناك. توازى ذلك، مع سعي نظام أردوغان لوضع أقدامه في ليبيا، بتواطؤ من حكومة فايز السراج المتحالفة مع الجماعات الإرهابية في هذا البلد.
 وخلص المحللون الغربيون إلى أن ما يفعله أردوغان حاليا سيؤدي إلى «حدوث تغيير في العقيدة العسكرية لقوات بلاده.
 وأكدوا أن الخطر الأكبر الذي يواجه «تركيا حاليا هو رؤية جيشها، وقد أعيد تشكيله على هوى أردوغان، ليصبح أداة للاستبداد والتطرف».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©