الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المشاركون في ندوة «الاتحاد» الافتراضية حول «كورونا»: «الإعلام الوطني» يجيد التعامل مع الأزمات

فيصل بن حريز وعمر الحمادي وأحمد اليماحي خلال الندوة بحضور حمد الكعبي (الاتحاد)
17 يونيو 2020 02:34

ناصر الجابري (أبوظبي)

عقدت صحيفة «الاتحاد» ندوة افتراضية حول «تعامل الإعلام الإماراتي مع أزمة فيروس كورونا المستجد»، حيث بحثت الندوة دور الإعلام الوطني وإسهاماته في دعم الجهود الوطنية ونشر الوعي المجتمعي خلال الجائحة، بمشاركة فيصل بن حريز، مدير علاقات الأخبار في قناة «سكاي نيوز عربية»، والدكتور عمر الحمادي طبيب أمراض باطنية، وأحمد اليماحي مقدم برامج في قناة «أبوظبي»، وأدارها حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد». 
وأكد المشاركون في الندوة الدور الإيجابي الذي لعبته مختلف المؤسسات الإعلامية الوطنية خلال الفترة الحالية، من إسهامات في التعريف بالإجراءات الصحية والوقائية الواجب اتخاذها والجهود المتواصلة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الالتزام بالقرارات الصادرة عن الجهات المعنية، حيث شهدت الفترة الماضية دوراً محورياً لمختلف منصات الإعلام بتنوع أشكالها، والتي عملت جميعاً على أن تكون حلقة وصل بين الجهات المعنية والشرائح المجتمعية. 
وبدأ حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الندوة الافتراضية، التي نقلت مباشرة على حساب «الاتحاد» الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بالترحيب بالمشاركين في الندوة والجمهور الكريم.
وقال: نستعرض خلال الندوة أبرز المحطات التي شهدها الإعلام خلال فترة أزمة فيروس كورونا المستجد، حيث مررنا جميعاً بالعديد من التجارب والمواقف خلال الفترة الماضية، والتي جعلتنا على المحك، وأمام تحدٍّ مكّننا من التعرف على قدراتنا وإمكاناتنا، والتمسنا العديد من الأمور، ومنها نقاط القوة التي يمكن أن نعتمد عليها ونطورها، ونستشرف المستقبل من خلالها. 
وأضاف: من بين الإسهامات الإعلامية التي تمت خلال الفترة الماضية، برنامج «القصة» للإعلامي فيصل بن حريز، الذي امتد صداه ليشمل المنطقة ككل؛ نظراً لتناول البرنامج العديد من الجوانب المهمة، وتسليطه الضوء على الجانب المعرفي، حيث رأينا تناول البرنامج بأسلوب قصصي ومعرفي، وتفنيده لبعض ما قيل حول نشوء فيروس كورونا المستجد، بما يعكس دور الإعلام في توضيح الصورة وتفنيد الإشاعات، موجهاً سؤالاً لفيصل بن حريز حول دوره كإعلامي ضمن برنامج المنصة لمواجهة التحديات الحالية. 

قالب جديد
ومن جهته، قال فيصل بن حريز: عندما كنت أنتهي من تقديم نشرة الأخبار وأذهب إلى جلسات خاصة مع الأصدقاء، كان السؤال دوماً عن «القصة»، وما هي القصة الكامنة وراء كل خبر؟ حيث أدركت وبعد العديد من الأخبار بما فيها من تعقيدات، وسنوات من وجودي في الاستوديو، ومعرفتي بأن الوجود في الميدان يقرّب الإعلامي من مجتمعه، أهمية التوجه إلى قالب جديد وهو البحث عن قصة الإنسان من وراء الأخبار، فعندما يحكي الإنسان عن قصته يكون صداها أعمق وأشمل، وخصوصاً أن القصة صادقة وخالية من المجاملات. 
وأضاف: مر البرنامج بالعديد من الظروف الاستثنائية، إلا أننا فضلنا أن نكون مرنين في تقديم البرنامج، حيث إن كل صاحب مشروع عليه أن يكون مرناً، أما من يبحث عن المثالية فلن يبدأ؛ ولذلك تناولنا في إحدى الحلقات قصة ما حدث في إقليم لومبارديا وانتشار فيروس كورونا المستجد بسرعة هائلة في العديد من مناطق شمال إيطاليا بسبب إهمال بعض السياسيين وتأثيره على مسار قصة مواجهة فيروس كورونا ككل، حيث استعرضنا القصة لإثبات أن سرعة الفيروس أسرع مما نعتقد وتبنيناها عبر إثباتات ووقائع، وقدمناها للجمهور الذي يتفاعل بشكل أكبر مع القصة التي تؤكد فكرة، بالمقارنة مع الأخبار المجردة، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي. 

تحديد الأولويات
ورداً على سؤال حمد الكعبي، حول ما يمكن الإعلام تقديمه خلال الفترة الحالية، خاصة مع وجود العديد من الأدوار المتقدمة التي مارسها الإعلام مؤخراً، وظهور فيروس كورونا المستجد بشكل مفاجئ بما جعله القصة التي تستحوذ على العناوين وأهم الأخبار في مختلف الوسائل، أوضح فيصل بن حريز أنه يجب على الإعلام تحديد أولوياته، خاصة الإعلام الرسمي، حيث التمسنا تغيراً في دور مراكز الأخبار من مجرد نقل الخبر، إذ عادت إلى دورها الرئيس في التوعية. 
وقال: العديد من وسائل الإعلام الدولية بحثت خلال بداية الأزمة عن أخبار الكوارث والأزمات والصورة والسبق الخبري، ومع مرور الوقت ضمن الأزمة تراجعت الرغبة في إعلاء مفاهيم السبق الصحفي؛ نظراً إلى أن الأزمة الراهنة تمثل جائحة دولية يتشاركها الجميع، ويجب التعامل معها وفق أسس التوعية، وليس وفق السبق. 

الطب والإعلام
وقال الدكتور عمر الحمادي: شكلت أزمة كورونا صدمة أربكت جميع المؤسسات في دول العالم كافة، حيث نجحت وسائل الإعلام التقليدية التي استخدمت وسائل غير تقليدية خلال الأزمة في الوصول المباشر للجمهور والتأثير الإيجابي عليه، فيما فشلت المؤسسات التي اعتمدت على الوسائل التقليدية دون أن تستغل الإمكانات المتاحة، وفرص التحول الرقمي في مواكبة مستجدات الأزمة الحالية. 
وأضاف: توجد العديد من الإيجابيات لدى الإعلام الوطني خلال الفترة الماضية، ومنها نشر المادة العلمية بمصادر موثوقة، ووجود الرقابة الجيدة على المحتوى والموضوع والانتقاء في اختيار الضيوف القادرين على تقديم الفائدة للمجتمع، فيما برزت بعض التحديات، ومنها ما ينشر على المنصات الإخبارية الشخصية وتحديد فترات زمنية معينة لاختفاء الفيروس أو التوصل إلى لقاح، خاصة مع صعوبة التنبؤ واستشراف ما قد يحدث مع أزمة لم تعهدها البشرية منذ مدة. 
وأشار إلى أن من المهم منح صورة واقعية عن مستجدات فيروس كورونا المستجد، خاصة مع وجود 26 شركة تتنافس فيما بينها للتوصل إلى اللقاح، حيث إن دور الإعلام يتمثل في الشمولية ومنح الصورة الصحيحة، من خلال توضيح أن التوصل إلى اللقاح وموعده لا يعد أمراً حاسماً في مواجهة الفيروس، فقد يتم إعطاء اللقاح، ومن ثم سحبه بسبب وجود أضرار جانبية له أو عدم فاعليته أو لأسباب طبية مختلفة، وهي الأمور التي يجب توضيحها في كل مرحلة من مراحل مواجهة الفيروس. 

صفات إنسانية
 أشاد حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، بالدور الذي يقدمه الإعلامي أحمد اليماحي عبر برنامج «العالم في مواجهة كورونا»، وإسهاماته المتواصلة من خلال الجمع بين الشقين الإنساني والإعلامي، عبر العديد من الأعمال الإعلامية التي تناولت دور دولة الإمارات في إجلاء رعايا عدد من الدول خلال الفترة الماضية، ومشاركته الميدانية في الرحلات التي جسدت ما تتحلى به القيادة الرشيدة في الدولة من قيم وصفات إنسانية، حيث ساهمت التغطية الإعلامية في تسليط الضوء، وتوضيح هذه الجهود، موجهاً التساؤل لأحمد اليماحي حول رأيه في الدور الإعلامي الحالي. 

على قدر الرهان
شدد أحمد اليماحي على ضرورة استحضار القيم الإماراتية، سواء من خلال العمل الإعلامي، أو المشاركات عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يجب أن تتسامى الأخلاق في أوقات الرخاء والشدة، وأن نتحلى جميعاً بالقيم والمبادئ، ونكون على قدر الرهان بالتحلي بما اعتدنا عليه في المجتمع، مشيراً إلى أهمية توحيد الجهود الإعلامية المؤسسية مع منصات التواصل الاجتماعي وشرائح المجتمع كافة. 

المعـايير الطبية
حذر الدكتور عمر الحمادي من العناوين العريضة التي لا تتوافق مع المعايير الطبية، من قبيل الإشارة إلى قدرة أحد أنواع الفواكه، أو وجود دواء معين للتغلب بشكل نهائي على الأمراض المزمنة والمستعصية، وهو ما يتطلب مراجعة للمحتوى المنشور، وتوضيحاً للصورة وتقديم اللغة الصحيحة في العلم، إضافة إلى انتقاء الألفاظ المتوافقة مع طبيعة الأبحاث العلمية، والتحلي بالواقعية في المفردات، والبعد عن القوالب الثابتة في استخدام العناوين العريضة التي لا تتوافق مع حقيقة العلم. 

 

 



جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©