كل من شاهد تلك اللقطات المبهجة الليلة قبل الماضية لطفلة عربية من أصحاب الهمم تلتقي والديها بعد أشهر من الفراق لم يستطع مغالبة دموعه وسط مشاهد عفوية تلخص معاني فرح لقاء طفلة بوالديها.
 دموع فرح غمرت تلك الأسرة السورية، بعد أن تحولت زيارة عمل للبوسنة لمدة ثمانية أيام لكابوس للزوجين استمر شهوراً بعدما تركا ابنتيهما وهما من أصحاب الهمم في عهدة جدتهما المسنة في الإمارات، ولا يوجد غيرها للاعتناء بهما، وهي التي تجاوز عمرها 75 عاماً جراء إغلاق المطارات بسبب جائحة كورونا. 
من بين دموع الفرح المنسابة من المقل كانت الألسنة تلهج وتردد عبارات الشكر والامتنان والدعوات بطول العمر لصانع فرحة اللقاء، القائد الإنسان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتوجيهاته السامية بتوفير كل الإمكانيات والتسهيلات للم شمل الأسرة ليجد الوالدان نفسيهما في طائرة خاصة تهبط بهما في مطار خاص ليلتقيا ابنتهما، وينضما بعد ذلك للابنة الأخرى والجدة، والجميع يقول: شكراً محمد بن زايد، ومهما رُصت الكلمات لن تفي الرجل حقه.
 لفتة ليست بالجديدة من قائد إنسان يعامل بكامل المحبة والرعاية الأبوية كل من يعيش داخل «البيت المتوحد» الذي ترسخت دعائمه وقواعده، وارتفعت صروحه بالحب والبذل والعطاء والولاء والانتماء، وليست بجديدة على وطن كريم كالإمارات يحتضن الجميع بحب ودفء يشعر به كل من تشرف بالانتماء لتراب هذا الوطن الغالي، ويلمسه كل من جعل منه وطناً ثانياً يحظى فيه بالعيش الكريم والاحترام والتقدير.
جاء هذا الموقف الإنساني النبيل لأبي خالد، بينما تسابق الإمارات الزمن للترتيب لعودة عشرات الآلاف من المقيمين فيها الذين تقطعت بهم السبل في مختلف بقاع الأرض إثر تعطل حركة السفر والمطارات جراء تداعيات جائحة هزت العالم. 
ترتيبات تجري على قدم وساق لتنظيم عودة هذه المجاميع بإجراءات تنظيمية تضع في المقام الأول اعتبارات السلامة والصحة خاصة أن العائدين يفدون من بلدان تتراوح وتتفاوت قدراتها في التعامل مع كوفيد-19.
كما أنها تجري والإمارات قد قطعت شوطاً متقدماً في معركة التصدي للجائحة والسيطرة على الفيروس عبرت عنها الأرقام المعلنة لارتفاع معدلات الشفاء، وتراجع الإصابات مع التوسع في برنامج المسح الوطني والآليات المرتبطة به. شكراً محمد بن زايد، وحفظ الله بلاد «زايد الخير».