البرازيلي روماريو ريكاردو «رومارينهو» مهاجم نادي الاتحاد، لاعب مثمر، أينما تغرسه ستقطف أهدافاً، لكن نادي الهلال ليس بحاجته «الآن تحديداً»، لذلك كان قرار الرئيس فهد بن نافل برفض فكرة التفاوض مع وكيله للانتقال إلى صفوف بطل آسيا وسيدها الكبير صائباً، لكن الرئيس نفسه أخطأ حين اتصل برئيس نادي الاتحاد أنمار الحائلي، وأبلغه أن اللاعب عُرض عليهم، وأنهم أغلقوا الباب في وجوه السعاة!
كان عليه أن يرفض العرض فقط، أن يغلق الباب في وجه من يشاء، من دون أن يتصل بأحد.
لا أعرف أبداً السبب الذي جعل الرئيس الهلالي يتصل بالرئيس الاتحادي، ليقول له: «لاعبكم عُرض علينا، لكننا رفضنا الفكرة قبل حتى أن نخوض نقاشاً وإن قصيراً عنها»، لكنني أعرف تماماً أن ما فعله خطأ!
سأضع هنا سؤالاً تفوح منه رائحة خبث شديد، سأضعه مضطراً، لأن إجابته ربما - أقول ربما - تشرح المعنى الذي أريد الذهاب إليه مباشرة، والسؤال هو: «لو كان الاتحاد ينافس الهلال على صدارة الدوري، هل كان الوقور جداً فهد بن نافل سيرفض فكرة التفاوض مع هذا اللاعب الهداف، هل كان سيتصل بالاتحاديين ليبلغهم أن لاعبهم يجوب الأرجاء بحثاً عن عقد جديد؟!».
سأعيد السؤال بصيغة أُخرى: «لو لم يكن في الهلال لاعب هداف ببراعة بافيتيمبي غوميز، هل كان الرئيس «الأزرق» سيوصد الباب، ويدير ظهره للذين جاؤوا لمقابلته؟!».
لست مع فكرة التعاقد مع البرازيلي «روما»، لكنني ضد الطريقة التي اختارها رئيس الهلال لرفض العرض، ضدها لأنها ليست من إدارة كرة القدم في شيء، أتحدث هنا عن إدارة محترفين، وعن فريق كبير مثل الهلال.
كرة القدم عاطفتها في اتجاهين فقط، أن تحب الفوز، وأن تكره الهزيمة، وبناء على ذلك تتشكل فكرة وجودها داخل وخارج الملعب، أي عاطفة أخرى «خارج هذا الإطار» لا معنى لها، ولو كان الأمر عاطفيًا بحتًا فإنه سيكون مقبولًا  أن تقول «مثلًا» للاعبي فريقك: «اخسروا مباراتكم اليوم، لأن فوزكم يعني هبوط الفريق الآخر في المباراة إلى دوري الدرجة الأدنى، ونحن لا نريده أن يهبط، لأنه لا يستحق الهبوط، اخسروا وإن كلفنا ذلك عدم الحصول على بطولة الدوري»!
المثل «الفانتازي» أعلاه، يبسط فكرة أن كرة القدم قائمة على المنافسة، أن تفعل فقط الأشياء التي تجعلك تربح، والأشياء التي تجعل خصومك يخسرون!
مرة ثالثة، وأخيرة، لست مع فكرة التعاقد مع البرازيلي «روما»، لكنني ضد الطريقة التي اختارها رئيس الهلال لرفض العرض، ما فعله الجميل جداً خلقاً وحضوراً فهد بن نافل، خطأ، موقف عاطفي لا يليق برئيس ناد بطل، ويرتدي قميصه كتيبة من المحترفين العمالقة.
أما رئيس الاتحاد، بدلاً من شكراً رئيس الهلال على موقفه (العاطفي الخاطئ) عليه أن يجد إجابة لهذا السؤال: «لماذا يهرب اللاعبون الأجانب من عقودك؟!».. 
وإن كنت ستجيب نفس الإجابة القديمة «أن وزارة الرياضة لا تدفع لكم رواتب اللاعبين في وقتها»، سأرد عليك بسؤال آخر: «أجل من الذي يدفع رواتب لاعبي بقية الأندية الكبيرة في وقتها، والاتحاد ناد كبير، بل كبير جداً، وبطل آسيوي.. لماذا لم يهرب أحد من الهلال والنصر (مثلاً) حتى الآن؟!.. 
أسئلة كثيرة طرحتها، وأنا أسأل فقط.. لنخترع معاً إجابات جيدة، أو على الأقل إجابات مناسبة، وشكراً.