ليس بالأمر الجديد على دولة الإمارات العربية المتحدة أن تواصل سعيها إلى مواكبة التغيرات والتطورات القائمة، وتحويلها إلى فرص ومنجزات تحقق من خلالها المزيد من العلامات الفارقة في شتى مجالات الحياة، والتي يقع على رأس أولوياتها الإعلام الجديد، بوصفه الأداة الأولى في هذه المرحلة في التأثير على حياة الناس ومستقبلهم، وباعتباره أحد ملامح العلم الحديث الذي يتطلب تأطيراً نظرياً وعملياً يأخذ بيد الشباب الموهوب نحو عالم إعلامي احترافي ومهني.
ويعدّ افتتاح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكاديمية الإعلام الجديد، وهي المؤسسة الأكاديمية الأولى من نوعها في المنطقة الهادفة إلى تأهيل وبناء قدرات كوادر عربية قادرة على قيادة قطاع الإعلام الرقمي، أحد آخر المنجزات الدالة على الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات، لكونها ستصبح صاحبة مساهمة كبيرة ونوعية في تطوير الإعلام الرقمي الحديث، عبر التأسيس لقواعد مهنية جديدة، تحوّل نظريات الإعلام الجديد إلى ممارسات عملية وذات مزايا مهنية وموضوعية، تخدم المنطقة العربية وتؤثر في إيصال الوجه العربي السمح والحسن والملهم إلى العالم أجمع.
وانطلاقاً من كل تلك المستهدفات، التي تؤكد مكانة دولة الإمارات في قيادة عمليتي التنمية والتطوير في القطاع الإعلامي، واستناداً إلى دور الشباب في إحداث عملية التغيير الإيجابي المنشودة، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «أطلقنا اليوم أكاديمية الإعلام الجديد، مؤسسة جديدة لتجهيز أجيال جديدة من المتخصصين في الإعلام الجديد، هدفنا أن ننتقل بكوادرنا إلى مستوى احترافي جديد على وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام الجديد هو علم جديد له أدواته وأسراره ونريد لكوادرنا أن تكون في مقدمته»، مضيفاً سموه: «الأكاديمية ستعمل على تأهيل خبراء ومديري التواصل في المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى إعداد مؤثري تواصل جدد بشكل احترافي.. الإعلام الجديد يوفر اليوم فرصاً وظيفية ومسارات مهنية، ويعد داعماً أساسياً لمسيرة التنمية».
إن إنشاء أكاديمية الإعلام الجديد التي ستقدّم، وبالاستعانة بمجموعة من ألمع العقول المختصة في الإعلام الرقمي، وأكاديميين وخبراء ومؤثرين، وممثلين عن أهم 4 شركات عالمية في مجال الإعلام الجديد، وهي: «فيسبوك» و«تويتر» و«لنكد إن» و«غوغل»، مجموعة كبيرة من البرامج والمساقات العلمية في مجال الإعلام الرقمي عبر تقنيات التعليم عن بُعد، يشكّل أحد أهم المؤشرات إلى مواكبة دولة الإمارات لكل المستجدات التي تطرأ على القطاعات المؤثرة في حياة الناس وتوجهاتهم كافة، وهو ما يأتي منسجماً مع ما حققته الدولة خلال السنوات القليلة الماضية من نجاح في تعزيز مكانتها على خريطة الإعلام الرقمي العالمية، والذي يظهر جلياً من خلال حرص القيادة الحكيمة على إيصال رسائل الدولة إلى الداخل والخارج، بوضوح وشفافية عاليين.
لقد جاء تأسيس الأكاديمية التي ستبدأ العملية التعليمية أعمالها رسمياً في 7 يوليو المقبل، لتصبح إحدى المؤسسات التي تعزز مهارات ومعارف منتسبيها من الشباب المهتمين من داخل الدولة وخارجها، لقيادة قطاع الإعلام والمحتوى الرقمي السريع النمو، بما يلبي المتطلبات التعليمية التي يحتاجون إليها، ويوفر ملايين الوظائف حول العالم، بعد إعداد جيل جديد من المتخصصين في هذا النوع من الإعلام، الذي تتعزز فيه الأطر العامة المميزة للشخصية الإماراتية والعربية في الفضاء الإلكتروني، وتوفّر محتوى نافعاً لمتلقي المعلومة، وتنشر الأفكار والمبادرات التي تفعّل القيم والممارسات التي تسعى الدولة إلى نشرها عالمياً، وأهمها التسامح والتعايش ونبذ الكراهية وغيرها من القيم التي تعلي من ترابط الناس ومحبتهم وقبولهم لبعضهم بعضاً، وتأخذ بيدهم إلى التأثير إيجابياً في مسيرة التنمية والتطوير التي تنشدها الدولة على الصعد التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية