الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«المختبر الوطني» يطلق صيغاً جديدة لاختبارات الأجسام المضادة لـ«كورونا»

«المختبر الوطني» يطلق صيغاً جديدة لاختبارات الأجسام المضادة لـ«كورونا»
16 يونيو 2020 18:46
أطلق المختبر المرجعي الوطني التابع لشبكة مبادلة للرعاية الصحية صيغاً جديدة لاختبارات الأجسام المضادة لفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، والمعروفة باسم مجموعات الاختبارات المصلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك ضمن جهوده لدعم استجابة الدولة وجهوزيتها التامة لمكافحة الأوبئة في الوقت الذي تستعد فيه العديد من الشركات لتسهيل عودة موظفيها بشكل آمنٍ إلى مواقع العمل.
وسلط خبراء المختبر المرجعي الوطني الضوء على فوائد الاختبارات المصلية الجديدة التي يطورها المختبر، مشيرين إلى أنه على الرغم من أن تقنية «اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي» تعتبر حتى الآن أكثر المعايير فعالية واعتماداً في الفحوص التي تجريها المستشفيات للكشف عن فيروس «كوفيد - 19»، إلا أن اختبارات الأجسام المضادة أو ما يعرف بالاختبارات المصلية توفر معلومات مفيدة للغاية لعلاج المرض وتحليل انتشاره، إلى جانب تقديمها فوائد محتملة للمساعدة في تخطيط الموارد البشرية في الشركات والمجتمعات.
وأوضحت الدكتورة ليلى عبد الوارث نائب الرئيس التنفيذي رئيسة القسم العلمي في المختبر المرجعي الوطني، أن الهدف من الاختبارات الجديدة ليس استبدال اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي RT- PCR الذي يتم الاعتماد عليه على نطاق واسع، بل تعزيز التكامل بين نوعي الاختبارات للوصول إلى أفضل النتائج.
وأضافت عبد الوارث، أنه في الوقت الذي لا تزال فيه الأبحاث جارية، فإن نتائج الاختبارات المصلية يمكن أن تساعد أقسام الموارد البشرية في مرافق الخدمات الأساسية ذات المخاطر العالية مثل الرعاية الصحية والتمريض المنزلي، على تحديد الموظفين المناسبين لمختلف المهام والأمكنة، وذلك اعتماداً على ما إذا كانت لديهم أجسام مضادة ضد فيروس «كوفيد - 19» أم لا، وبالتالي ضمان حمايتهم من التعرض للعدوى، مشددة على ضرورة عدم حدوث أي تغيير في استخدام معدات الوقاية الشخصية من جانب العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وأكدت الدكتورة عبد الوارث، أنه من الضروري الاستمرار في توخي الحذر وعدم الاطمئنان الكامل إذا جاءت نتيجة اختبارات الأجسام المضادة إيجابية موضحة أنه يمكن لأي شخص إجراء هذه الاختبارات لتحديد ما إذا كان قد أصيب بالفيروس، وتم تطوير أجسام مضادة في جسمه، إلا أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال تجاهل الاحتياطات، خاصة أنه لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول الطبيعة الوقائية للأجسام المضادة.
من جهته، أوضح عبد الحميد العبيسي الرئيس التنفيذي للمختبر المرجعي الوطني، أن الاستخدامات المحتملة للاختبارات المصلية ستصبح ذات أهمية متزايدة مع مرور الوقت، منوهاً بأن القيمة الحقيقية للاختبارات المصلية ستصبح أكثر وضوحاً عندما نحصل على المزيد من الأدلة العلمية فيما يتعلق بالطبيعة الوقائية للأجسام المضادة، بالإضافة إلى مستوى تركيز واستمرارية هذه الحماية.. ومع استمرار الجهود التي تبذلها الجهات الصحية ومقدمو الرعاية الصحية للوصول إلى صورة كاملة عن طبيعة المرض وانتشاره، نعتقد أن الاختبارات المصلية تشكل واحداً من الأدوات والوسائل القيمة التي يمكنها أن تساهم في السيطرة على وباء «كوفيد - 19» وغيره من الأوبئة المستقبلية.
وأكد العبيسي أن تطوير وطرح الصيغة الجديدة للاختبارات المصلية ينسجم مع أهداف المختبر المرجعي الوطني بتوسيع نطاق الخدمات التي يقدمها لتلبية احتياجات الحكومة والمجتمع في فهم طبيعة فيروس «كوفيد - 19»، وبالتالي الحد من انتشاره وتداعياته، لافتاً إلى أنه منذ بداية تفشي المرض، عمل المختبر على تعزيز قدرته لإجراء أعداد أكبر من اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي بشكل كبير، فضلا عن إضافة تقنية اختبار سريع وأدوات تحليل برمجية جديدة، فكان تطوير تقنية الاختبارات المصلية بمثابة خطوة تالية طبيعية.
وأشار العبيسي إلى أن المختبر المرجعي الوطني قام بمراجعة العديد من الاختبارات المصلية الجديدة واختار مجموعة الاختبار الخاصة به بناء على مستويات الحساسية والخصوصية العالية والتي تؤكد دقة الاختبار.. وتتميز المجموعة المختارة بنسبة تفرد تزيد على 99.5% لافتاً إلى أن المختبر المرجعي الوطني يمتلك القدرات والموارد اللازمة لتحليلها وتسليم النتائج خلال ساعات قليلة.
وأوضح العبيسي أن مجموعات الاختبارات المصلية انتشرت بشكل كبير حول العالم في وقت سابق من هذا العام، قبل أن يتبين لاحقاً أن عدداً كبيراً منها لم يكن دقيقاً بما فيه الكفاية، بالإضافة إلى سوء استخدام العديد منها كأدوات للتشخيص، مشيراً إلى أن تلك الاختبارات خضعت لمزيد من التدقيق من قبل هيئات مثل إدارة الأغذية والأدوية الأميركية، وتم تطوير صيغ جديدة محسنة من شأنها تقديم معلومات حيوية للجهات الصحية ومقدمي الرعاية السريرية وأصحاب العمل. وكانت الصيغة التي أطلقها المختبر المرجعي الوطني حديثاً في الإمارات العربية المتحدة إحدى تلك الصيغ الجديدة.
وأشار خبراء المختبر المرجعي الوطني إلى أن النتائج المصلية تقدم إضاءة مهمة لأغراض العلاج السريري مثل تشخيص الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» للمرضى الذين يتأخر تشخيص المرض لديهم بعد 9 إلى 14 يوماً من الإصابة به إضافة إلى الأطفال الذين يعانون متلازمة الالتهاب المتعدد الأنظمة، إلى جانب المساعدة في تحديد المتبرعين المناسبين لعلاج المرضى بـ «بلازما مرحلة النقاهة».. وعلى نطاق أوسع، يمكن أيضاً الاستفادة من المعلومات المستخلصة من الاختبارات المصلية في تحليل بيانات علم الأوبئة حول فيروس كورونا المستجد، مما يساعد الحكومات والجهات الصحية على وضع سياسات وقائية والتخفيف من تأثير المرض.
 
 
المصدر: وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©