منذ ظهور «كورونا»، كانت هناك حالة صمت سائدة تكاد تتكلم بها العيون أكثر من الكلمات، فما أحدثه الوباء من مشكلات وما أوجده من تحديات أربك العالم. فالعزلة التي جاء بها «كورونا» أثرت على الجميع، وتركت ندوباً حقيقية لا تخص المرض بعينه، لكنها حالة الصدمة من فيروس يتفشى في العالم ويصيب ويقتل كل يوم. حالة الصدمة تتلاشى اليوم بعد أن رفع الحظر جزئياً، وبدأت الحياة تدب في البلاد مرة أخرى. وهنا نعوّل على الصلابة النفسية التي تمكننا من تجاوز مثل هذه الأزمات الطارئة، بالوعي والإيجابية والالتزام.
بالتأكيد هناك الكثيرون الذين خسروا وظائفهم أو تجارتهم، ولكن المؤكد أن الوقت قد حان لنذهب أبعد من الوقوف مكتوفي الأيدي بلا هدف أو موقف محدد.
وفي الإمارات، تتمتع قيادتنا الرشيدة بقدرة فائقة على بث أجواء الأمل والتفاؤل، والتمسك بالعزيمة والتخطيط الجيد في مواجهة التحديات، ضمن رسالة للأجيال الصاعدة وللمجتمع عموماً، وليس أدل على ذلك من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أثناء حفل تخريج طلاب جامعة الإمارات العربية المتحدة، قبل قرابة أسبوعين، عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث قال «المستقبل أنتم تصنعونه وتغيرونه وأنتم ترسمونه.. ما نمر به اليوم مؤقت.. تفاءلوا فالقادم أجمل وأفضل وبلادكم عظيمة، وفرصها كبيرة وطموحاتها في السماء ومسيرتها مستمرة ورؤيتها تكبر كل يوم.. نحن لم نقف ولن نتوقف». كما أن عبارة «لا تشلون هم» لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان لها بالغ الأثر في تقديم الدعم المعنوي والنفسي للجميع، إضافة إلى لقاءات سموه مع الهيئات والشخصيات المعنية بالتعامل مع أزمة وباء «كورونا»، حيث كانت مضامين اللقاءات تبعث على التفاؤل، وتثمن الجهود وتشحذ العزيمة، وتحفّز الجميع على الالتزام والتفاؤل.
فلا بد أن تستمر الحياة بكل زخمها وجمالها وقهوتها الصباحية المتفائلة، ولا بد أن يعود الصيف جميلاً كعادته محملاً بالنسائم الليلية وبالنهار الطويل المفعم بالعمل، وذلك من خلال التصدي للتحديات والتعامل مع الأزمة بكل وعي وحرص وإيجابية، وهذا ما نجحت فيه قيادتنا الرشيدة.
فالحياة لا تزال تزرع فينا أمل الغد، وأن هناك متسعاً من العمل من أجل الإنجاز والعمل على إكمال ما بدأناه من تنمية والاستمرار في العمل من أجل مستقبل أفضل.
ومن الصلابة النفسية أن ننشر التفاؤل حولنا ونزرعه ونعتني به ونتأكد أن هناك لغة حقيقية نسعف بها ذاك الخائف المتوجس من القادم.
فالأسوأ مضى ولن يعود، والحياة تستحق أن تُعاش بكل مشاكلها وأفراحها وامتزاج التفاصيل اليومية بها. وحري بنا جميعاً أن نسير بهدوء وثبات وثقة جميلة، ونحن على يقين بأن المرض عابر
والإنسان باقٍ يحارب اليأس ويرفض الاستسلام من أجل واقع أفضل.
فالحياة الآن دبت في أوصال أوروبا من جديد، وتلك خطوة تبعث على التفاؤل، وإذا كان الجميع في عالمنا يتمنى أن يحذوا حذوهم، فلا مناص من التمسك بوسائل الوقاية كافة، من أجل عودة الحياة والعمل والاستثمار، فالوقاية كفيلة بإبعاد المرض، وأنها مسألة وقت كي تعود الحياة كما كانت.