كيف ستكون كرة القدم، بعد أن تهزم البشرية فيروس كورونا؟، كيف يمكن أن يلعبها العالم؟
 لم يهدر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم الوقت، ولم تتوقف لجنة العلاقات الدولية بالاتحاد عن العمل، وعن التفكير بالمستقبل، ولذلك يعقد الاتحاد مؤتمراً خلال أيام بعنوان: «كوفيد-19 وكرة القدم – كيف تَغيَّرَ شكل المستقبل؟»، بالاشتراك مع رابطة المحترفين الإماراتية. 
أربعة أشهر مضت- تقريباً- والعالم يعاني خلالها من وباء كورونا، الذي لم تعرف البشرية خطراً وتهديداً مثيلاً له في الماضي، بقدر ما لا تعرف موعد نهايته في المستقبل. وقد توقف النشاط الافتصادي والرياضي والاجتماعي والفني، إلا أن العقول التي تتحرك في الحياة ولا تتفرج على الحياة، هي التي تعمل التفكير في المستقبل، كيف يكون شكل الاقتصاد والرياضة والفنون؟ وكيف ستكون الحياة؟ وكيف يستعد الإنسان لأخطار قد تتكرر، بدلاً من هذا التركيز المهدر في استعداد الإنسان لأخطار إنسان؟ 
كنت تناولت - هنا- في «الاتحاد الرياضي» قبل أسابيع عدة، فكرة العالم بعد كورونا، وهو الأمر الذي شغلني فور توقف النشاط الرياضي، وفور شعوري بالخطر الداهم من جراء هذا الفيروس الخسيس الضئيل.
وكان تناولي مبنياً على قراءة اعتدت عليها بحكم عملي الصحفي، وهو تقدير الموقف، وتحليل الأخبار ونتائجها وربطها، من دون انتظار لخبر يلقيه مصدر أو يمليه مصدر. بالإضافة إلى القراءة المستمرة لأهل العلم والخبرة، وكم أدهشني أن البعض توقع أن تعود كرة القدم إلى سابق عهدها بعد 10 سنوات. 
سابق عهدها، ترجمته عندي، هو المشهد الكامل للعبة وللصناعة، هو مشهد متعدد مثل تفاصيل لوحة زيتية لرسام عبقري يرى التفاصيل، جمهوراً، وبث مباريات وبطولات، ورعاية، وأسعار لاعبين، واحتفالات، ومصافحات، وأهدافاً تشعل المدرجات، وتعبيراً من الهدافين يشعل عقول المتفرجين، ولكن المؤكد أن التغيير الفوري نراه الآن من غياب الجمهور، ومن خفض مرتبات اللاعبين والمدربين، وتراجع أسعار كل شيء، من ثمن اللاعب، إلى ثمن التذكرة، وذلك بجانب فرض إجراءات طبية صارمة، قد يستمر بعضها لفترة طويلة، ووفقاً للتقرير السنوي عن الناحية المالية لكرة القدم، وعائدات اللعبة لشركة «ديلويت» للخدمات المالية، والذي نشر مؤخراً، فإن الأندية الأوروبية عليها أن تتوقع تأثر إيراداتها على مستوى قطاعي الاحتراف والهواية، في صورة تحديات هائلة ووجودية في بعض الأحيان..
** أشد على يد الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، الذي حرص - طوال الفترة الماضية- على عقد المؤتمرات والورش والندوات، للتعرف على أفضل التجارب والممارسات العالمية لعودة نشاط كرة القدم.