عدد اليوم
يُطرح السؤال كثيراً هذه الأيام، نتداوله فيما بيننا، تتقارب الإجابات، وتتباعد، تأتلف وتختلف، تنطوي على تفسيرات وتحليلات، وقد لا تُعبّر عن شيء إطلاقاً، فتأتي الإجابة بالنّفي لا أفعل شيئاً، أنام، وأصحو، وأبحث عن وظيفة وسط كوم من العناوين الإلكترونية للوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة، ومتى ما طالني التعب، عدتُ للنوم مرة أخرى.
هكذا تتراوح الإجابات وتتعدد الحالات ومشاعر التعبير عنها، وسط حالة نعيشها جميعاً فنحنُ قابعون في منازلنا ليلاً ونهاراً، يعيش بعضنا أجواءه الأسرية الخاصة بكل فرح وأريحية، بينما يعيشها آخرون بذات الحال ولكن مع وجود بعض المنغصّات من ملل، ورتابة، وحاجة ملحةٍ للخروج والتغيير، والعودة إلى الحياة المنشودة التي كانت قبل «كوفيد - 19».
ولا شك في أن ما نعيشه وعلى اختلافه طبيعي جداً في وضع وجدنا أنفسنا جميعاً مجبرون عليه، وملتزمون بالانصياع إليه حفاظاً علينا أولاً ومن ثم على أسرنا، ووطننا الذي سبقنا في الكثير من الأعمال والاحترازات والإجراءات التي تكشف إلى أي حد نحنُ مهمّون جداً، ونعني الكثير لهذا الوطن الحبيب وقيادته الغالية التي لم تفرق في الرعاية والحماية بين المواطن والمقيم فكلهم في الإمارات سواء.
إذن والحال هذا علينا كلّنا أن نبتكر الوسائل، ونستثمر الأدوات، والأوقات، وكل شيء متاح لنا فيما يكسر الوقت، ويحيل الملل إلى عمل، والحزن إلى فرح، والتشاؤم إلى تفاؤل، باستطاعة كل امرئ منّا حتى ذاك الذي أصابه الإحباط من عدم توفر فرصة وظيفية له رغم انه ابن الوطن يستطيع صناعة يومه، والاستفادة من المكتبات الإلكترونية، والدورات التدريبية المتاحة إلكترونياً لتطوير ذاته، وتجديد عقله، وتكثيف تواصله بالآخرين وإن كان عن بُعد ليحصد المعرفة والخبرة التي ستمكنه من تحقيق ما يصبو إليه من وظيفة واستقرار.
نستطيع أن نتشارك في منازلنا في أنشطة كثيرة، حتى المطبخ يعتبر مكاناً مناسباً لكافة أفراد العائلة للتعلم والتدرب وخدمة الذات نستثني من ذلك فقط الأطفال الذين لا يجيدون كيفية التعامل مع هذا المكان الذي لا تستغني عنه الأسرة، وتكفّل به العاملون والعاملات من مختلف الجنسيات، نستطيع استرجاعه منهم ليكونوا مساعدين لنا فقط، ونمارس نحن شغف الإبداع بابتكار أصناف جديدة، أو بتجديد القديم المنسي من الوجبات.
في منازلنا مكتبات، وإن لم تتوفر ففيها أجهزة كمبيوتر من كافة الأصناف محمولة وثابتة، تلك الأجهزة التي لو استخدمناها بشكل سليم سوف تجود علينا بالكثير من الخيرات العلمية التي إن استطعنا الوصول إليها ساهمنا في صيانة عقولنا، وحماية مداركنا، وتراكم خبراتنا، هناك مكتبات إلكترونية تزخر بالملايين من العناوين التي يمكن الاستفادة منها بشكل كبير، وهناك وموقع كثيرة تُعلم وتُدرب، حاولوا الاستفادة منها بعيداً عن المواقع التي لا تسمن ولا تُغني من جوع. ودمتم
