في الصباح الباكر، عندما جلست الفتاة الصغيرة أمام شاشة الكمبيوتر، شعرت بالامتنان لوزارة التربية التي أتاحت لها الفرصة بتلقي العلم، ومن دون توقف، بل وسخرت الوزارة كل ما يمكن أن يسهل عملية التعليم، ويملأ الفراغ الذي أحدثه وباء كورونا، بكل ما يفيد ويسعد التلاميذ، بنتائج علمية أثبتت التجربة نجاحها، وقدرتها على تقديم المنهج الدراسي، بصورة متقنة، وذكية، وحصيفة، وصارت في المقام الأول المساحة الثرية التي تهب متلقي العلم تقنية جديدة، وقد تسهم في إبداع أفكار تضع ابن الإمارات، طالب العلم الاستثنائي الذي استفاد من التكنولوجيا، وسخّرها لخدمته في وقت من أصعب الأوقات، وفي ظرف كان من الممكن أن يصبح مزاولة التعليم من الأمور المستحيلة، وبخاصة وأن وباء كورونا هاجم العالم بغتة، وكان الحشر البشري في معمعة التصدي لهذا الوباء، وكان العالم يبحث عن وسائل دفاع ناجعة تزيح عنه غمة القاتل المتوحش، ولكن في الإمارات الأمور مختلفة، لأن العقول مختلفة، ولأن الإبداع من خصائص هذا الوطن، ولأن خلف كل تجربة ناجحة، يقف هناك رجال أفذاذ، تأزّروا بحقيقة أنه ما قوة تستطيع أن تهزم إرادة إنسان، صمّم على البقاء حراً، وما من معضلة بإمكانها إعاقة الوصول إلى النجاح، وتحقيق الطموحات الكبيرة.
هذا هو إكسير الإمارات، وهذه هي النفرة التي تأخذ السفينة إلى شواطئ الأمان، وهذه هي اللغة التي يتحدث بها كل مسؤول في هذا البلد، الذي اقتنع به الجميع من قاص إلى دان، إنه البلد الذي يرسو على صفحات الفرادة، ويمضي باستثنائية نحو المستقبل، ولا مجال لتسرب التشاؤم، حتى في أقصى حالات التعب التي تعم العالم، وليست هذه مبالغة، فنحن في المقدمة في كل شيء، نحن في الصف الأول لمجابهة العقبة الكأداء التي سمّاها العالم كورونا، ونحن أيضاً في تقديم كل ما يلزم المواطن من تعليم، وصحة، وطعام، ومختلف وسائل الطمأنينة، فهذه هي سجية هذا الوطن، وهذه خصاله، وعاداته، وتقاليده، قائمة دائماً على التضامن والانسجام، فعندما ترى فتى أو فتاة، يبتسم وهو يجلس أمام شاشة المعرفة، يقول لك، هذا جيد، تشعر بالامتنان للذين يبهروننا دائماً بالمدهش، والمثير للإعجاب، نشعر بالفخر، لأننا في أقسى الظروف نكون سعداء، ونكون تحت خيمة الطمأنينة، نسكب شاي الفرح، وبين جدران الأمان، نرشف قهوة السعادة، ونقول بالفم الملآن، أسعد الله من ينثر ورود السعادة في قلوب الناس.