الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تؤيد جهود مصر لوقف إطلاق النار في ليبيا

السيسي وبرفقته عقيلة صالح وحفتر قبيل المؤتمر الصحفي (أ ف ب)
7 يونيو 2020 01:15

أبوظبي، القاهرة (الاتحاد)

أعلنت دولة الإمارات تأييدها الجهود المصرية الخيّرة الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا الشقيقة، والعودة إلى المسار السياسي، وثمّنت في هذا الإطار المساعي المخلصة التي تقودها الدبلوماسية المصرية بحسٍّ عربي مسؤول وجهود مثابرة ومقدرة.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن دولة الإمارات حريصة على إنهاء الاقتتال في ليبيا الشقيقة فوراً وترى أن المبادرة المصرية تمثل بارقة أمل لتحقيق هذا الهدف، ودعا إلى استجابة حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي للمبادرة المصرية. 
وفي إطار التشاور والتنسيق المستمر، تبادل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومعالي سامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية، خلال اتصال هاتفي أمس، وجهات النظر حول آخر المستجدات والتطورات الراهنة على الساحة الإقليمية، وبحثا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وثمن سموه الجهود المباركة والحثيثة التي قامت بها جمهورية مصر العربية والتي أثمرت عن «إعلان القاهرة»، الذي يسعى للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتعزيز فرص الحل السياسي في ليبيا.
وأكد سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي، أهمية التكاتف العربي والوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات تهديد أمن واستقرار العالم العربي، مطالباً بالحد من التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية.
وأشاد سموه بمستوى التنسيق والتشاور مع جمهورية مصر العربية للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة، مثمناً الدور المصري المحوري في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وقوف دولة الإمارات مع الجهود كافة التي تسعى إلى الوقف الفوري للاقتتال في ليبيا، والعودة إلى المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، بما يضمن سيادة ليبيا بعيداً عن التدخلات الخارجية كافة. 
ودعت الوزارة الجهات الليبية، وعلى رأسها حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، إلى التجاوب الفوري مع هذه المبادرة حقناً للدماء، وتمهيداً لبناء دولة المؤسسات، وتفادياً لاستمرار الاقتتال بكل ما يحمله من أخطار تمدّ في عمر الصراع، وتهدد الكيان الليبي العربي المستقل.
وأوضحت أن المسار السياسي هو الخيار الوحيد المقبول للوصول إلى الاستقرار والازدهار المنشوديْن، داعية الأشقاء الليبيين إلى تغليب المصلحة الوطنية المشتركة، والتجاوب مع المبادرة التي أطلقتها القاهرة.
وطرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، «إعلان القاهرة» لحل الأزمة الليبية، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، مع كل من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، والقائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.
وتضمنت المبادرة بالأساس وقف إطلاق نار بداية من يوم غدٍ 8 يونيو، وانتخاب مجلس رئاسي من قبل الليبيين تحت إشراف الأمم المتحدة، وتضمنت المبادرة أيضاً قيام كل إقليم من الأقاليم الليبية الثلاثة بتشكيل مجمع انتخابي يتم اختيار أعضائه من مجلسي النواب والدولة الممثلين لكل إقليم، بجانب شيوخ القبائل والأعيان، ومراعاة نسبة تمثيل مقبولة للمرأة والشباب، إضافة إلى النخب السياسية من المثقفين والنقابات. ويتولى كل إقليم اختيار الممثل الخاص به، سواء بالتوافق أو بالانتخاب، وذلك في مدة لا تتجاوز 90 يوماً.
يعقب ذلك قيام كل إقليم باختيار ممثله للمجلس الرئاسي بهدف تشكيل مجلس رئاسة من رئيس ونائبين، ومن ثم قيام المجلس الرئاسي بتسمية رئيس الوزراء الذي يقوم بدوره هو ونائباه بتشكيل حكومة وعرضها على المجلس الرئاسي، تمهيداً لإحالتها لمجلس النواب لمنحها الثقة.  وشدد «إعلان القاهرة» على قيام الأمم المتحدة بالإشراف على المجمعات الانتخابية بشكل عام لضمان نزاهة سير العملية الخاصة باختيار المرشحين للمجلس الرئاسي، وحصول كل إقليم على عدد متناسب من الحقائب الوزارية طبقاً لعدد السكان عقب التوافق على أعضاء المجلس الرئاسي الجديد وتسمية رئيس الحكومة.
وتضمنت المبادرة «إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، حتى يتمكن الجيش الليبي من الاضطلاع بمهامه الأمنية، فضلاً عن استمرار عمل اللجنة العسكرية (5+5)».
وأكد السيسي أن مصر ترفض الخيار العسكري لحل الأزمة الليبية، مشدداً على أن جميع أشكال التصعيد الأخيرة في البلاد «تنذر بعواقب وخيمة لكامل المنطقة، فلا يمكن أن يكون هناك استقرار دون تسوية سلمية للأزمة»، كما شدد على ضرورة التوزيع العادل والشفاف للثروات الليبية على جميع الليبيين، مؤكداً رفض استخدام هذه الأموال ضد الدولة الليبية، وأن «استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من استقرار مصر».
 من جانبه، أكد عقيلة صالح أن هذه المبادرة وافق عليها مجلس الأمن الدولي، كما أنها من مخرجات مؤتمر برلين، فضلاً عن تماشيها مع تطلعات الشعب الليبي والدستور، مشيراً إلى أنه سيتم وضع دستور تتم بعده انتخابات رئاسية وبرلمانية، ومؤكداً أن هذه المبادرة «لا تعني أن الجيش لن يحارب الإرهاب، بل إننا نصر على دحر الإرهاب حتى يتم توحيد المؤسسات الليبية والسيادية». 
واتهم عقيلة صالح تركيا بإرسال 10 آلاف إرهابي ومرتزق من سوريا وتركيا للقتال في ليبيا، لمنع قوات القيادة العامة من «تطهير العاصمة من الميليشيات المسلحة»، لافتاً إلى أن قوات القيادة العامة تراجعت خلال الفترة الراهنة وأخذت «خطوة للوراء» في بعض مواقع القتال حول طرابلس، «تجنباً لإلحاق الضرر بالمدنيين»، معتبراً أن هذه القوات التزمت الهدنات التي أقرت لوقف إطلاق النار «لكن الطرف الآخر لم يلتزم بالهدنة».
من جانبه، أعلن حفتر دعمه وقبوله مبادرة «إعلان القاهرة» الخاصة بحل الأزمة الليبية، مؤكداً أن رؤيته لحل الأزمة الليبية تكمن في التخلص من التدخل التركي في الشأن الليبي، وتشكيل مجلس رئاسي جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية، توكل إليها مهمة تقديم أفضل مستوى من الخدمات للمواطنين واعتمادها من مجلس النواب.
وقال حفتر، إن الأتراك يريدون احتلال ليبيا، مشيراً إلى أن التدخل التركي في ليبيا سيؤدي إلى استمرار الصراع اكثر، وطالب حفتر من الرئيس السيسي التدخل لإيقاف تركيا عن نقل الأسلحة والذخيرة والإرهابيين إلى الأراضي الليبية، مؤكداً أن تركيا ترعى الإرهاب في العالم.
وفي أول رد فعل من جانب حكومة «الوفاق» في طرابلس، أعلن رئيس المجلس الأعلى خالد المشري رفض أي مبادرة لا تقوم على الاتفاق السياسي الليبي، قائلاً: «لا مكان لحفتر في أي مفاوضات قادمة»، مؤكداً رفض «التدخل المصري في كل ما يهم الليبيين».

السيسي: مصر تهدف إلى إنهاء معاناة الشعب الليبي
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء أمس السبت، أن «الدولة المصرية هدفت طوال الأعوام الماضية إلى إنهاء معاناة الشعب الليبي واستعادة استقراره في كل مجالات الحياة». وقال في تغريدة له على «تويتر»: «شرفت اليوم بلقاء كل من المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية بقصر الاتحادية صباح اليوم، والذي أسفر عن إعلان القاهرة لمبادرة ليبية ليبية لإنهاء الأزمة والوصول إلى تسوية سلمية تتضمن وحدة وسلامة المؤسسات الوطنية وعودة ليبيا بقوة إلى المجتمع الدولي». وأضاف: «إنه لمن دواعي اعتزازي أن هذه المبادرة برعاية الدولة المصرية، التي هدفت كل تحركاتها طوال الأعوام الماضية إلى إنهاء معاناة الشعب الليبي واستعادة استقراره في كل مجالات الحياة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©