هنا جهود كبيرة وعظيمة بذلتها القيادة الرشيدة خلال الأشهر الماضية لتوفير الأمن الصحي والغذائي وسائر شروط الحياة الكريمة الآمنة للمواطن والمقيم على أرض الدولة وحمايته من خطر فيروس كورونا المستجد الذي كاد يلتهم العالم بأكمله. كما بذلت القيادة الرشيدة جهوداً كبيرة وعظيمة كذلك من أجل الحفاظ على العملية التعليمية وعلى استمرارها دون انقطاع في ظل هذه الظروف الاستثنائية بالنسبة للعالم كله، حيث تقرر اعتماد وتيسير أسلوب «التعليم عن بُعد» في جميع المراحل التعليمية.
وحتى تتحقق كل المقاصد المرجوة من وراء ذلك، ولكي نجني أكبر الثمار الممكنة من نظام التعليم عن بُعد، فسيكون من المفيد لو أخذت الجهات الميدانية المعنية بتطبيق وتنفيذ ومتابعة «التعليم عن بُعد»، لاسيما في المرحلة الابتدائية، ببعض الملاحظات في هذا الخصوص:
1- إنّ التعليم عن بُعد لهذه المرحلة التأسيسية يساهم بدور أقل مقارنةً بالتعليم عن قرب، في إرساء الجوانب النفسية والاجتماعية والسلوكية والمهارية والإبداعية للطالب، مما يتطلب دعماً تعويضياً.
2- في هذه المرحلة يتميز التلميذ بالحركية والديناميكية التي يقيدها التعليم عن بُعد، وهذا ما تجب مراعاته حتى لا يتخرج التلميذ وبه خمول وكسل وعجز عن التواصل مع المجتمع.
3- التلميذ في هذه المرحلة العمرية يتصف بالميل إلى الاتكالية، وقد يكرس فيه التعليم عن بعد الاعتماد على الآخرين خاصة الوالدين.
4- يفرض التعليم عن بُعد على التلميذ قضاء ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، رغم أن الدراسات تحذر من ذلك لما له من تأثيرات صحية سلبية، عضوية ونفسية.
5- ضرورة استغلال التعليم عن بُعد لتزويد التلميذ بمعارف جديدة حتى يصبح قادراً على إغناء شخصيته وتعزيز انتمائه.
6- الحاجة إلى تنمية عقول التلاميذ بما يتناسب مع قدراتهم العقلية والجسمية والنفسية، وبما يكسبهم حسن التفكير ودقة الاستنتاج.
وهناك دائماً حاجة إلى تطوير التعليم حتى يواكب التطورات المختلفة في كل مرحلة، وقاعدة هذا التطوير ومنطلقه هي المناهج التربوية التعليمية، لأنها أساس تكوين شخصية الطالب وانتمائه الحضاري، والوسيلة التي تمكننا من المنافسة وملاحقة التغيرات العلمية والتقنية، دون المساس بثوابتنا الحضارية والثقافية الوطنية. ولدينا الكثير من الكفاءات المحلية القادرة على الإسهام في هذا التطوير، خدمةً للصالح العام وللاستراتيجيات التنموية الوطنية.

*كاتب إماراتي