عدد اليوم
محمد عبدالسميع (الشارقة)
بمناسبة يوم الكاتب الإماراتي الذي صادف 26 مايو الماضي، نظّم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مهرجاناً شعرياً افتراضيّاً، انطلق أمس الأول بأمسيتين، الأولى شاركت فيها الشاعرتان الإماراتية هدى الزرعوني والعُمانيّة عائشة السيفي وأدارتها آمنة باروت، فيما حاورت الشاعرة شيخة المطيري في الأمسية الثانية الشاعر الإماراتي كريم معتوق الذي قدّم عدداً من قصائده المنوعة.
وذهبت الشاعرة عائشة السيفي، في المهرجان الذي يتواصل حتى اليوم السبت، لتصنع لوحةً جميلةً من الضوء والماء والرصيف والجدار والفراشة التي تطير نحو عمود الضوء في الليل، ضمن فلسفة جميلة في بساطة الأشياء وفطريتها التي تستفيد من طاقة المجاز. كما أفادت السيفي من أجواء كورونا والشعور بين العبث والجنون وأحلام الشاعرة لتنفجر بالحنين إلى المكان والبحر والشّط والموج، ضمن الاختلاجات النفسيّة للشاعرة التي رأت أنّ الشاعر هو صياد تفاصيل جميلة للناس والأطفال والعجائز، وأنّ المكان مسرح للذكرى أمّا مشاركة المرأة فتحسب بمدى تحقيقها لما ترجوه من تطلعات.
أمّا الشاعرة هدى الزرعوني فاستعارت الليل بغنائه ووحدته وأسئلته وغربته وما يبعثه من حنين، لتنطلق في قصيدة المدن التي عبّرت فيها عن أحزانها وانكسارات الحلم واغتياله في أسئلتها وبكائها النوافذ وما يتسرب خلالها من نور، ليكون العنوان هو الرحيل. كما صنعت حواريةً بين السحاب والغريب، برزت فيها الأحزان والبكائيّات والظنون والسفر والقمر والرجوع والليل في توظيف واضح لمفردة السحاب. وبين القراءات تحدثت الزرعوني عن الماضي والمكان بالنسبة للشاعر، كما امتدحت العصر الحالي في إنصافه المرأة من خلال منابرها وحضورها، مهتمةً بفكرة الشاعر وأسلوبه والمعنى الجمالي الذي يقدّمه.
وفي رؤيته لدور المبدع، أكّد الشاعر معتوق أنّ الشاعر مؤتمنٌ على أمّته، تماماً كالأديب والفنان، ويجب أن يقدّم التفاؤل والجمال في مشروعه، لا أن يكون معول هدم وعامل إحباط.
وشعرياً نوّع معتوق في قصائده بين مواضيع الفرح والغزل مستعيراً مفردات النهر والمجرى والغابات في جوّ رومانسي، كما حملت قصائده مواضيع اليقين بالخالق ومناجاته. وقرأ أيضاً قصائده العمودية في دمشق بين زمنين.
