الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الحي الروسي».. فرادة أسلوبية وسردٌ آسرْ

خليل الرز
5 يونيو 2020 00:09

أبوظبي (الاتحاد)

كان محبو الأدب الجميل على موعد أول أمس مع الروائي السوري خليل الرز، لمناقشة روايته «الحي الروسي»، في جلسة حوار عن بُعد نظمها صالون «الملتقى الأدبي». 
وفي مستهل الجلسة رحبت أسماء صديق المطوع بالكاتب الضيف، مشيرة إلى أنه الروائي الأكثر إشراقاً وتفرداً بين الروائيين السوريين، كما وصفته مجلة «ضفة ثالثة» الثقافية، مبينة أنه تفرد في بناء رواياته ليضيف عهداً جديداً للرواية العربية، ويفتح الطريق نحو التجديد في السرد والبناء، وتحطيم الزمن التقليدي. ونوهت المطوع بأن الرواية نص إبداعي يضج بالحياة حولته لغة الكاتب وأسلوبه السردي ومشاهده التصويرية إلى تمازج رائع بين الواقع والخيال.وطرحت خلال الجلسة آراء وأسئلة عديدة حول الحرب والسياسة وشخوص الرواية وأمكنتها، علاوة على تفاصيل يومية حميمة عن الأم والبكاء لدى سماع أغاني حضيري أبوعزيز من الراديو، ومشاهدتها للتلفزيون 14 بوصة، وهو يبث بالأبيض والأسود مباراة رياضية جرت قبل 50 سنة، إلى جانب مشاهد الحرب والدمار. 
وأجاب الكاتب الرصين بوضوح وإيجاز، مشيراً إلى أن السياسة جزء من حياتنا، وأوضح أنه أمضى عشر سنين في روسيا، وهو ينظر بإعجاب وتقدير إلى الواقعية في الأدب الروسي وأعلامه الكبار، ومنهم تولستوي، وتشيخوف، ودوستويفسكي وتورغنيف. 
وأضاف أنه عاش ست سنوات من أحداث الحرب، لكنه لا يكتب عنها قائلاً: هناك كتاب يعتبرون الحرب موسماً للكتابة، وأنا لا أسجل موقفاً هنا لأن الحرب جزء من الحياة، لافتاً إلى أنه اختار الزرافة علامة فارقة تميزها عن الحيوانات الأخرى، وكان يمكن أن يختار الفرس، وأكد: من البداية كان عندي تصور شبه كامل عن المشهد الأخير في الرواية، وكان يلزمني حيوان كبير وجميل. 
هذا المشهد كان مؤثراً جداً، حيث تلقت الزرافة طلقة من مدفع دبابة، خاصة أن سيارة خرجت من بوابة الإذاعة والتلفزيون لينزل منها أشخاص قاموا بتنظيف الشارع من الدم، وكأن مهمة الإعلام التغطية على الجريمة. وطرحت في الجلسة قراءات متعددة للرواية لأنها دائرية، بدأت بالزرافة والرواي، وانتهت بقتلها، وإصابة الراوي بالانهيار والسقوط، لولا أن سانده صديقه صالح العائد من الغوطة. 
وفي الختام، أوضح الكاتب عبارة الراوي الأخيرة وهو يقول لصديقه: «أستطيع أن أشرح لك الآن ماذا فعل تورغينيف بالأدب الروسي»، وقال: هذه محاولة للتخفيف من وقع المأساة، وهي نوع من التغريب. وقد أجمعت الآراء على أهمية هذا الرواية، وبخاصة أن الكاتب أوحى بالكثير، تاركاً لكل قارئ أن يكمل المشهد حسب تصوره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©