من بين أكوام المقالات التي قرأتها لصحفيين فرنسيين يلعنون الظلام الذي ساد فجأة المشهد الكروي الفرنسي، والعصبة الاحترافية تغلق الملاعب بالشمع الأحمر، وتوقف دورياً هو واحد من أفضل خمسة دوريات عالمية، عثرت على رسالة مفتوحة وجهها شاعر وأديب فرنسي هو إسماعيل بيلي، إلى جان ميشال أولاس رئيس نادي أولمبيك ليون، الذي يقف إلى اليوم مطالباً بإسقاط قرار الإغلاق بسبب الجائحة، رسالة في مبناها اللغوي الكثير من الفخامة المجازية والبلاغية، تقول الرسالة.. 
«مر 20 عاماً وأنا أراقب معاركك المتعددة كل يوم، عنادك وتوهجاتك النارية..
في الأسابيع الأخيرة، قاومت، وتلقيت الضربات، وأثبتّ إصرارك مثل جندي جسور في المعركة، ومع ذلك، إزاء هذه اللفتة الملحمية، التي كان حرياً بزملائك رؤساء الأندية أن يدعموها، كما الذراع الممدودة، التي تأتي لتسحب عربة الأطفال المفقودة جراء العاصفة في البحر، ما جنيت إلا المرارة والإهانة. 
ومع ذلك هناك ما يفاجئني، فأنا سريع التعرف على الشخص الذي دخل إلى قلب النار، يريد القتال حتى يمسك بذراعيه المتعبتين الجدران المتداعية للبيت المشترك. 
لماذا لا تعترف بآداب معركتك الحالية، أي الحفاظ على الإنصاف الرياضي والقوة التي لا يمكن دحضها لكل فرد، ليتمكن من البقاء سيداً على حقوقه، ومنها حقه في تقرير المصير، لأننا نحن هنا، مضطرون إلى استدعاء مفاهيم قوية، فالبعض يبرمج مناورات غامضة، عن طريق الاحتيال، لخدمة مصالحه الشخصية على حساب المصلحة المشتركة.
ومع ذلك، هناك العديد من الأشياء التي يمكنك قولها في دفاعك.. قوة عملك المعترف به، سواء في خدمة أولمبيك ليون وكرة القدم الاحترافية لسنوات عديدة.
إن إتقانك الملفات، ومعرفتك العضوية بالتوازن البشري وإرادتك القوية لأن تحمل العالم دائماً على أكتافك، لتريح لاعبيك، وكل المتعاونين معك، هو ما يتسبب لك أحياناً في الضمور.
أحياناً تكون كالرجل الذي يحمل شعلة التغيير والرؤية بحرص شديد، الرجل الذي يجب الإشادة به، كما نشيد بجميع البنائين، هذا الرجل يحجم منظور الآخرين، إلى كل الذي فشلوا فيه، كل الذي لم ينجحوا في بنائه، كل الذي لم يفعلوه أصلاً..
وفي هذا اليوم المملوء بالحيوية، يمكنك اقتحام الشعلة وحملها عالياً، وسيكون حولك كل هؤلاء الحمقى المجانين مثل وحوش غاضبة، تريد أن تنتزع منك الشعلة لتعيد إلقاءها على الأرض، لأن سطوع اللهب يكشف عن الظلال في الزوايا.
في بعض الأحيان يكون هناك صوت تحاول القوى السوداء إخماده بأي ثمن، وعندما يكون الأمر كذلك، يجب عليك أن ترفض الليل وأن ترفع الشعلة المحترقة إلى أعلى لإظهار الظلال، تلك الظلال التي تختفي دائماً عندما يصبح الضوء ساطعاً جداً».
مثل هذه الرسائل هي التي تجعل من أمثال أولاس صوتاً يخترق الظلمة، ويكسر مؤامرة الصمت.