لطالما كان وسيبقى شعار دولة الإمارات العربية المتحدة، وكما قال الكاتب المسرحي سعد الله ونوس، «إننا محكومون بالأمل»، هذا الشعار الذي لم يُرفع عالياً إلا بفضل قيادة رشيدة توجه بالعمل ليل نهار لأجل راحة الإنسان واستقراره وسعادته وطمأنينته، لأنه يعيش على أرض لم تتخلَّ يوماً عن أبنائها وأفراد مجتمعها، ولم تتوانَ مؤسساتُها عن بذل كل ما بوسعها لتحقيق ثوابت الدولة القائمة على تقديم أفضل الخدمات وأحدثها وأكثرها تطوراً في سبيل إعلاء راية التميز والتفرد خفاقة شامخة.
هذه العبارات ليست مجرد كلمات لإطراب الآذان، إنما هي واقع لا يمكن إنكاره أو تجاوزه، وهو ما يؤكده قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال ترؤس سموه، يوم أول من أمس، اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد عن بُعد، إن دولة الإمارات مستمرة في عملها لخدمة الجميع.. وإن الحكومة «عملت بكفاءة عالية خلال الأشهر الماضية عن بُعد ولم تتوقف، واليوم تستكمل أعمالها من الميدان، ويعود الموظفون لمواصلة الإنجاز»، مضيفاً سموه: «ما مضى خلال الأشهر الماضية علّمنا أن نكون أقوى ونتعلم، ولدينا نقاط تحسين سنطوّرها، والقادم سيكون للأفضل.. ونتائج اجتماعات حكومة الإمارات الأخيرة محل تطبيق ووجهنا الجهات ببدء تنفيذ رؤيتنا لما بعد كوفيد -19».
هذا الإصرار وهذا الأمل اللذان يصدران دائماً على لسان سموه، هما ما أوصلا دولة الإمارات إلى ما هي عليه الآن، وهو ما استحقت عليه الإشادة دوماً بكفاءتها وحسن تدبيرها في التعامل مع جائحة كورونا، فها هي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تشيد بجهود الدولة الحثيثة والمستمرة من أجل ضمان كفاءة عالية في التعامل مع أزمة انتشار الفيروس، وتؤكد فاعلية هذه الإجراءات في الحد من تداعيات الأزمة على شتى الصعد والمجالات، حيث استندت في ذلك إلى دراسة شاملة أصدرتها المنظمة مؤخراً حول التأثيرات المحتملة للجائحة على دول العالم كافة، أشارت فيها إلى أن دولة الإمارات اتخذت مبادرات وخططاً استراتيجية، بهدف ضمان استمرار العمل في القطاعات الحيوية، وضمان صحة وسلامة المجتمع، والسيطرة على تداعيات انتشار الفيروس، وبالتالي تقليل عدد الإصابات.
لقد واصلت دولة الإمارات، بفضل رؤية قيادتها الحكيمة، استشراف المستقبل الذي يعزز ريادة الدولة وتميزها، وتعزيز حضورها الإقليمي والعالمي، من خلال اعتماد نموذج متقدم في التعامل مع مختلف التحديات، بكفاءة وفاعلية، وهو ما أشار إليه معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية قبل أيام، حين أكد أن منهجية دولة الإمارات في التعامل مع جائحة كورونا أصبحت واحدة من سماتها الرئيسية، قائلاً معاليه على حسابه في «تويتر»: «نجحنا بامتياز في اختبار كفاءة وقدرة الدولة الوطنية ومؤسساتها، وفي كل اتصال عمل خارجي أجريه يصلني التقدير لمنهجية الإمارات واستعدادها المبكر»، مضيفاً معاليه: «في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية والمرتبطة بإدارة أزمة فيروس كورونا تتعزز ريادة الإمارات ونموذجها، وتعاملنا مع الأزمة بجدية ومنهجية أصبح سمة للإمارات».
إن منهج دولة الإمارات العلمي والمدروس، مكّنها من تحقيق التوازن بين ما اتخذته من إجراءات صارمة لردع الوباء، والانفتاح الاقتصادي الذي بدأت تتجه نحوه، مراهنةً على المستويات النوعية التي يتسم به أفراد المجتمع في الالتزام بالتعليمات الاحترازية والوقائية، ومكثّفةً في الوقت نفسه المسؤولية التي تقع على الجهات المعنية، لضمان أكبر قدر من التحكم في مسار الوباء صحياً، والوصول إلى مستهدفاتها الاستراتيجية التي لن تحيد عنها، في تحقيق مكانة متقدمة لها عالمياً في المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وفي مجالات التجارة والغذاء والطاقة والتعليم، وفق منظومة تشريعية وإجرائية، أثبتت قدرتها على التعامل بسرعة ومرونة وكفاءة مع أي تحديات.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية