الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عودٌ أحمد.. ولكن

شيخة محمد الجابري
1 يونيو 2020 00:08

شيئاً فشيئاً، بدأت الحياة تعود إلى جزء من طبيعتها، وأخذ الناس يتنفسون الصعداء، ويخرجون من أنفاق الحظر والعزلة التي فرضها (كوفيد - 19) على العالم بأسره، وفي هذا الخروج تنفيس عن أيام الضغط الشديد التي واجهها بعضنا ممن لم تكن المنازل خيارهم الأول وربما لم تكن الثاني كذلك، وأعاد آخرون ممن كان البيت يعني لهم السكينة والهدوء والأسرة إلى مواقع أعمالهم بعد أن قضوا مدة كافية في إعادة تدوير اهتماماتهم لتكون الأسرة على رأسها.
بدأت الحياة تدب في المكاتب والشوارع، وإن بنسبة معلومة، وللشواطئ بنسب احتياجات الناس ورغباتهم في الخروج والتنزه والترويح عن النفس، والشعور بقيمة الهواء الخارجي، وأهمية الالتقاء بالآخرين ولو من وراء كمامة طبية، لكنه تواصل بشكل أو بآخر يعيد بعض التوازن النفسي للكثيرين.
ومع هذه العودة والعود أحمد، هناك الكثير مما هو مطلوب من الذين هرولوا نحو الحياة من جديد، فمن المهم لهم والواجب عليهم الحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين من حولهم، وعدم التهور باتباع سلوكيات يمكن أن تؤذيهم وتعيدهم وتعيد الوطن كذلك والجهود المبذولة إلى الوراء خطوات كثيرة وخطيرة - لا سمح الله.
إن ما يصلنا من مواد مصورة عبر وسائل التواصل المختلفة، تظهر في جانب منها عدم التزام فئات من أفراد المجتمع بما أعلن عنه من إجراءات ما وُضعت في الأصل إلّا بهدف الحفاظ على الناس وعلى سلامتهم وأسرهم ومن ثم سلامة المجتمع، ومن هنا تأتي أهمية تعاون أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين مع الجهات المعنية في سبيل الوصول إلى بر الأمان الذي ننشده جميعاً.
لقد انتقلت المسؤولية الآن وفي المرحلة القادمة من الدولة إلى الأفراد وهي مسؤولية عظيمة، ولا نعني بذلك أن المتابعات والمراقبة اليومية من الجهات المعنية قد توقفت لا بل أصبحت أكثر دقة وحرصاً، وكل ذلك من أجل سلامة كل من يعيش على أرض الوطن.
إن الإمارات من الدول المتقدمة جداً في معالجة أزمة (كوفيد - 19)، وهي في جهودها لمواجهة هذا الوباء راهنت على ثقافة الناس ووعيهم الصحي وانضباطهم فكان الرهان في مكانه، ويجب أن يستمر، وأن يرى العالم كيف هي روح التعاون بينهم والالتزام، وأننا نستطيع أن نعيش بحرية صحية، وأن نقضي أوقاتاً جميلة خارج المنزل سواء ونحن على مكاتب نؤدي مهامنا في العمل، أو في مناطق المتعة والترفية عن النفس، ذلك أن الحفاظ على سلامة الوطن مسؤولية كل من يحبّه ويتنفس هواءه.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©