كفى بالأزمة التي مر عليها أكثر من نصف سنة بما حملته من تداعيات على صحة الإنسان ونفسيته ورزقه، العالم اتفق على العودة للحياة والتعايش مع أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد19، لكن الإمارات لا تزال حريصة على معايير الوقاية وتؤكد باستمرار على أهمية الالتزام حتى القضاء على الفيروس في الأجل القريب أو البعيد.
لربما طوال الأشهر الأخيرة، لم يكن هناك حديث أكثر من الحديث عن موضوع فيروس كورونا، حسب الأرقام ومراقبة المؤشرات والرجاء بأن يصحو المرء في اليوم التالي على خبر إيجاد لقاح يقضي على الفيروس.
 الحديث لا ينتهي ولا يجب الانشغال في هذا الموضوع فقط دون الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الأخرى للحياة، هناك أشخاص وُجِدوا للتعامل مع هذه الظروف وإيجاد الحلول كالأطباء والعلماء، أما تداول نظريات المؤامرة والدعايات السياسية التي قد تقع ضحية لها دون إدراك فهي من الآثار النفسية التي خلفتها الأزمة على المجتمعات.
 يتحتم علينا كي نعود أقوياء كأفراد ألا نشغل أنفسنا بما لا يخدمنا ويطور من ذاتنا، يكفي علينا أن نعلم طرق الوقاية المعروفة فهذا ما يهمنا ويخدمنا فقط، وكثرة الحديث الذي لا يقدم ولا يؤخر في الأمر شيئاً هي مضيعة للوقت، إذ يقول الرئيس الأميركي روزفلت خلال عام 1933 في أزمة الكساد: لا يمكن حل المشكلة بالاكتفاء بالحديث عنها.
القرارات في الأزمات لا تُبنى على أهواء شخصية وإنما على مؤشرات وأرقام تحفظ التوازن الاستراتيجي في مختلف المجالات والقطاعات.
 شاهدنا العروض السياحية لربما مؤخراً من دول آسيوية وأوروبية بعد تخفيف تقييد الحظر، تلك الدول تسارع لإنقاذ نفسها لأنها دول يعتمد اقتصادها على السياحة، ولا شك أن قطاعات السياحة والمواصلات والضيافة هي من أكثر القطاعات تأثراً في هذه الأزمة، ومن الطبيعي أن تلجأ تلك الدول والمدن لتخفيف تقييد الحظر والتشجيع على زيارتها مع اتخاذ إجراءات وقائية تهدف في النهاية ليس لتحقيق الأرباح، وإنما الخروج من الأزمة بأقل الأضرار والخسائر، فالدول اليوم تعمل وتخطط للغد ولما بعد مرحلة فيروس كورونا، ستكون في سباق مع الزمن، ولن تفوز إلا الدول التي أدارت عجلتها مبكراً.