عدد اليوم
هويدا الحسن (العين)
أكدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد أن هدفها من تأسيس «مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة» هو التأكيد على ضرورة الارتواء بالمعرفة عبر القراءة، وبلورة المشهد الثقافي النسوي في الدولة عبر المجلس الذي يهتم بتعزيز القراءة كرافد من روافد المعرفة، وبوابة فكر للحضارات، ويسعى منذ عام 1997م للارتقاء بالقدرات المعرفية والفكرية، وتنمية روح النقد والذائقة الجمالية من خلال الاهتمام بقضايا الأدب والفكر والفنون والإبداعات الإنسانية كافة.
اختتم مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة دورته الأولى التي انطلقت فعالياتها في التاسع من مارس الماضي، بتوجيهات سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة المجلس، وضمن مبادرة «الباحثون عن المعرفة لا توقفهم الأزمات».
وكان حصاد المجلس واحداً وخمسين لقاءً عبر (72) يوماً، ما يؤكد أن الإنسان الواعي قادر على أن يجعل من الأزمات مصدراً للإلهام والعطاء، علاوة على أن المجلس بهذه اللقاءات النوعية تصدَّر المشهد الثقافي في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، وفق ما ذكر بيان صحفي صدر أمس.
وتنوعت الأنشطة واللقاءات، حيث تم عقد أربع عشرة أمسية ضمن ندوة الكتاب والحوار الثقافي تمت خلالها مناقشة كتب وروايات لثقافات عدة، إضافة لندوتين في الكتاب المسموع، كما تم استعراض ومناقشة عدد من القضايا التربوية تناولت الوضع الحالي في ظل وباء «كورونا» وما بعد «كورونا» ودور الأسرة والمجتمع في ذلك، فيما تمت مناقشة وتحليل تسعة أفلام تناولت قضايا اجتماعية وتم تحليلها فنياً وموضوعياً، وفي مجال منشط صورة وتعليق تم عقد سبع أمسيات في هذا المجال، كما تم عقد ثلاث أمسيات في منشط الفكر الإسلامي جرى خلالها استعراض وتحليل للعلاقة بين القلب والروح وطرح أسئلة متعمقة في هذا المجال.
وكان للفن نصيب من برامج مجلس الفكر حيث تمت مناقشة لوحة للفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه والموجودة في إيطاليا، وعقد ورشة بعنوان الرسم بالقهوة قدمتها الفنانة ماجدة نصرالدين وطبقتها العضوات «أونلاين»، إضافة لثلاث جلسات في رياضة اليوجا بالتعاون مع مؤسسة بحر الثقافة، كما تم تقديم أمسية شعرية بحضور الشاعرة الإماراتية الشيخة خلود المعلا. هذا وقد تم عقد خمس ورش عمل ومحاضرات قدمتها عضوات المجلس في مجالات متعددة، أبرزها المحاضرة التي قدمتها الشيخة شما بعنوان (العلاقات الإنسانية غير المشروطة).
وتميزت الدورة الأولى بتخصيص أسابيع عدة للتضامن مع بعض الدول المتضررة من أزمة «كوفيد - 19» من خلال تخصيص المناشط لتكون من نتاج ثقافة تلك الدول، وتم اختيار كل من إيطاليا وإسبانيا، كما تم تخصيص شهر رمضان الكريم ليكون شهراً للثقافة الخليجية على مدار أربعة أسابيع تم تخصيص أسبوع لكل دولة خليجية؛ وكانت البداية مع الكويت ثم البحرين والسعودية وختاماً سلطنة عمان، حيث تمت مناقشة أعمال إبداعية سينمائية روائية من إبداعات تلك الدول.
وتميزت الدورة بلقاءات متعددة عبر شبكة الإنترنت مع الكثير من الشخصيات الثقافية والإبداعية الذين نوقشت أعمالهم، ومنهم: الإعلامية د. بروين حبيب لمناقشة رواية «الحب السائل»، والكاتب الكويتي طالب الرفاعي لمناقشة روايته «النجدي»، والكاتبة السعودية أمل الفاران لمناقشة روايتها «غواصو الأحقاف»، والكاتبة العمانية هدى حمد لمناقشة روايتها «سندريلات مسقط»، والبحرينية هالة محمد جابر الأنصاري لمناقشتها في الفيلم الذي أخرجته د. رفيعة غباش (منارة البحرين) عن والدها المفكر المعروف الدكتور محمد جابر الأنصاري، والدكتورة عبير عبد الحافظ مترجمة رواية «الأربعينية» للكاتب الإسباني خوان غويتيسولو.
