عمال الرعاية الصحية يشتبكون مع المتظاهرين ضد الإغلاق. أعضاء الكونجرس يتجادلون حول إجراءات السلامة. والنقاشات حول الصحة العامة توضح الخطوط العرقية والاجتماعية الاقتصادية والأيديولوجية.
في هذا العصر من الحزبية المفرطة، يبدو أنه حتى الوباء العالمي غير قادر على توحيد الأميركيين. ويبدو أن الأزمة تزيد من حدة الانقسامات القائمة.
لكن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الولايات المتحدة حالة طوارئ عالمية بينما تواجه انقسامات داخلية. غالباً ما نتذكر حقبة الحرب العالمية الثانية باعتبارها فترة من الوطنية الحماسية والوحدة الوطنية، لكن البلاد في ذلك الوقت كانت أيضاً تواجه خلافات اجتماعية وسياسية خطيرة حول العرق، والاقتصاد ودور أميركا في العالم.
يقول «آلان ليختمان»، المؤرخ بالجامعة الأميركية، إن هناك بعض الاختلافات المهمة: لقد قدمت الحرب العالمية الثانية أعداءً واضحين للاحتشاد ضدهم متمثلين في كل من ألمانيا النازية واليابان، في حين أن فيروس كورونا المستجد «مجهول الهوية وغير مرئي». الأميركيون في الوقت الحالي أكثر انقساماً على أساس الحزبية، وهم يثقون في الحكومة وفي المؤسسات أقل مما كان عليه حالهم في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الأميركيين بحسب ما يقول البروفيسور ليختمان «لم يذهبوا إلى الحرب العالمية الثانية كدولة موحدة»، حيث يوضح قائلاً: «إن الاعتراف بوجود عدو مشترك خطير، من قبل الحزبين، جعلنا نتّحد معاً».
وفي ذلك الحدث، نستكشف الفجوات التي كانت موجودة، والتي سبقت الحرب بسنوات، وهي فجوات تمكن مقارنتها بحال الولايات المتحدة في وقتنا الراهن، وما الذي يمكن أن تتعلمه بشأن قدرتها كأمة على الاتحاد خلال الأزمات.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»