أطلق الرئيس دونالد ترامب سلسلة من التصريحات بشأن فيروس كورونا، لكنه في الإحاطة الإخبارية ليوم الاثنين الماضي قدم ربما أكبر معلومة مغلوطة حتى الآن، وذلك بعد سؤاله عن حالة غامضة تؤثر على الأطفال. وإثر ذلك قام عضو فريق العمل الخاص بالفيروس التاجي، الأدميرال «بريت جيروير»، بتصحيح ما قاله ترامب وذكر أن الحالة كانت قاتلة بالفعل، فتحول خطأ ترامب إلى خبر أفضل. لقد قال الرئيس ترامب: «أعتقد أن أحد الأشياء التي نفخر بها للغاية، كما تبين للتو، أن لدينا حالة وفاة واحدة من بين كل 100,000 شخص. وبهذا المعدل، فإن ألمانيا والولايات المتحدة تأتيان في أدنى درجات السلم. وهذا يعني أن الانخفاض إيجابياً وليس سلبياً، وأن ألمانيا والولايات المتحدة هما الأفضل فيما يتعلق بمعدل الوفيات لكل 100,000 شخص، ما يعني صراحة، بالنسبة لي، أن هذا ربما يكون الرقم الأكثر أهمية».
وربما يكون ذلك الرقم هو الأكثر أهمية إذا كان قريباً من الحقيقة. صحيح أنه في حين أن الولايات المتحدة لديها أكثر حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس التاجي، وكذلك أكثر الوفيات المؤكدة بالفيروس، إلا أنها تتخلف عن بعض دول أوروبا الغربية عندما يتعلق الأمر بوفيات الأفراد. وقد يكون هذا الرقم الصريح خادعاً عندما يتعلق الأمر بالتأثير الكلي على البلدان.
لكن الولايات المتحدة ليست في أي مكان قريب من أن يكون لديها أدنى معدل للوفيات. والحقيقة أنه، وفقاً للبيانات الصادرة من جامعة جونز هوبكنز، تحتل الولايات المتحدة المرتبة التاسعة بين أكثر من 140 دولة تتوفر بيانات عنها.
وحتى لو ركزت على أوروبا الغربية –وهذا ما لم يفعله ترامب - ستجد أن الولايات المتحدة تأتي بعد الدول التالية فيما يتعلق بوفيات الأفراد: ألمانيا - سويسرا -البرتغال - بولندا -النمسا -الدنمارك - فنلندا - النرويج - أيسلندا.
إن إقران الولايات المتحدة بألمانيا هو إقران محيّر آخر. فألمانيا واحدة من الدول التي تعد موضع حسد في العالم الغربي من حيث استجابتها لفيروس كورونا، حيث قامت بتكثيف إجراء الاختبارات في مرحلة مبكرة للغاية، وبعد ذلك التعامل مع تفش أقل بكثير من جيرانها، لكن وضع الولايات المتحدة بجانبها هو أمر مثير للسخرية، فمعدل الوفيات في ألمانيا يبلغ تسعة أفراد لكل 100,000 شخص، مقارنة بـ 24 فرداً لكل 100,000 في الولايات المتحدة.
على الأقل، في ظل العديد من تصريحات ترامب الأخرى، هناك إمكانية لأن تكون هذه الأرقام صحيحة من الناحية العملية بمجرد أن نعلم الوضع أو ما ينتظره. فمثلاً قال ترامب الاثنين الماضي إن الناس الذين يريدون العودة إلى العمل يمكن أن يخضعوا للاختبار يومياً «في وقت قريب جداً»، وهذا أمر من الواضح أننا بعيدون عنه.
ومع ذلك، فإن هذا الادعاء يجعلك تتساءل: من أين يحصل ترامب على بياناته بشأن الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا؟ وما هو حجم تفشي الوباء في أميركا، مقارنةً ببقية دول العالم الأخرى.
ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»