نعيش فرحة أيام عيد الفطر المبارك في قلوبنا ونحن «في بيوتنا» ولله الحمد فرحين آمنين مطمئنين، تفاعلاً مع دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتزاماً بالإجراءات والتدابير الوقائية التي فرضتها الظروف الراهنة لمكافحة جائحة كورونا، والتي دعت إليها الجهات المختصة.
التزامنا أبسط مظاهر الحرص على أنفسنا وأهلنا والمجتمع والوطن، والتقدير للجهد الكبير الذي تقوم به الأجهزة المختصة لسلامتنا وصحتنا.
«عيدنا في بيوتنا» لم يكن مجرد شعار بل هو مشاركة وتطبيق، وقد حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على تقديم القدوة والأنموذج عشية العيد، وسموه يتواصل عبر الاتصال المرئي عن بُعد مع سمو الشيخ طحنون بن محمد، ممثل الحاكم في منطقة العين، مجدداً تفاؤله بأننا سنتجاوز بتوفيق الله هذه المرحلة و«نحن أكثر قوة وعزيمة».
الالتزام مسؤولية وواجب شرعي ووطني في هذه الظروف الدقيقة والصعبة، وفيه حماية لأنفسنا ولكل غالٍ وعزيز علينا، وفي مقدمتهم «بركة الدار» الوالدان المتقدمان في السن، أطال الله أعمارهم. 
 أثبتت الأيام، وفي مناسبات عدة، حرص الغالبية العظمى من المواطنين والمقيمين على الالتزام بالتوجيهات والتعليمات الصادرة خلال المناسبات والظروف غير الاعتيادية التي قد تظهر بين الفينة والأخرى، إلا أن هذا الظرف استثنائي بكل المقاييس إثر فيروس تسبب في حصد أرواح عشرات الآلاف من البشر حول العالم، وشل الحياة والأعمال، وأعاد رسم دورة الحياة اليومية بصور جديدة غير معهودة من قبل. التقنيات الحديثة أتاحت تواصلنا مع من نحب إنْ كانوا بعيدين عنا لنشاركهم فرحة العيد، لذلك لا مبرر على الإطلاق للتجمع وما يحمل من مخاطر في هذه الظروف. 
خلال الإحاطات الإعلامية، تابعنا قصصاً مؤلمة عن إصابات بالفيروس جراء مخالطة وتجمع غير مسؤول، بسبب إصرار البعض على عدم الالتزام. وقد حرصت الشرطة وبأسلوبها الحضاري المعروف عنها على رصد أي تجمع من خلال السيارات المتجمعة قبالة البيوت لتذكير أصحابها بالالتزام رغم وجود غرامات باهظة بحق المخالفين، لتذكرنا مجدداً بأن تحرير المخالفات وتحصيل الغرامات ليس الهدف بقدر ما يتعلق الأمر بالحرص على صحة وسلامة كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات.
ولئن فرضت الظروف علينا أن نتباعد جسدياً، تظل القلوب تحلق قريبة ممن نحب، متضرعة للخالق عز وجل أن يحفظهم ويحفظ بلادنا وشيوخنا.