عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)
بالتزامن مع مظاهرات متفرقة بالخرطوم، أمس، لإحياء الذكرى الأولى لشهداء فض الاعتصام أمام مبنى القيادة العامة للجيش والمطالبة بالقصاص لهم، أكد رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، أمس، أنه لا تنازل عن القصاص لشهداء فض الاعتصام. وقال حمدوك، في تغريدة له، أمس عبر حسابه على «تويتر»: «يصادف اليوم 29 رمضان ذكرى حزينة في تاريخ بلادنا، ولكن ستظل أرواح شهداء ثورة ديسمبر المجيدة قنديل حق يدلنا في طريق إنجاز مهام الثورة، وتبقى العدالة، وهي أول شعارات ثورتنا الباسلة وتحقيق القصاص لأرواحهم الكريمة، أحد الثوابت التي لا تنازل عنها على الإطلاق». وأرفق حمدوك تغريدته بصورة لشمعة متقدة في وسط ثوار يهتفون، كتب عليها الذكرى الأولى لمجزرة القيادة العامة.
وكان مغردون وناشطون سودانيون قد طالبوا رئيس الوزراء السوداني بالقصاص لدم الشهداء، وأدانوا التباطؤ في نتائج التحقيق، وتقديم الجناة للمحاكمة في الحادث الذي يصادف 3 يونيو عام 2019، والذي راح ضحيته عدد من الضحايا.
من جانبه، تعهد المحامي نبيل أديب رئيس لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام بعدم إفلات المجرمين من العقاب، وقال: مهمتنا في اللجنة أن نبحث عمن ارتكب هذه الجريمة، مؤكداً أن هدف اللجنة ليس سياسياً ولا تريد الانتقام بل تحقيق العدالة، مؤكداً قرب إعلان اللجنة عن نتائج تحقيقها.
من جانبه، دعا الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» إلى معالجة ملف فض الاعتصام في ذكراه الأولى، وتحمل المسؤولية وتقديم الجناة للعدالة. وأعلن حميدتي، خلال مخاطبته إفطاراً خاصاً بقوات الدعم السريع، أن الفترة الانتقالية محروسة، وقال «إن الشعب السوداني يجني الآن ثمار ثورته، ونحن مع المدنية»، وهدد اليد التي تمتد للثورة بأنه سيتم قطعها.
وأضاف حميدتي أنهم مستيقظون في مواجهة المؤامرات وجهات، لم يسمها، تسعى لإجهاض الثورة، وشن مجدداً هجومه على رئيس المخابرات السابق صلاح قوش، واتهمه بتنفيذ أجندة خارجية، وقال: إن النظام السابق انتهى ولن يعود، وأكد أن الحكومة الانتقالية تعمل بروح الفريق الواحد بأضلاعها الثلاثة، مجلسي السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير. من ناحية أخرى، دان حمدوك الاعتداءات المتكررة على الكوادر الطبية والصحية، مؤكداً التزام الدول بمعالجة هذا الأمر عبر القانون الرادع، خلال اجتماع مع ممثلي المكتب الموحد للأطباء وتنسيقية نواب الاختصاصيين. وأكد رئيس الوزراء السوداني تقديره العالي لدور الأطباء والكوادر الصحية في العمل العام، ودورهم في ثورة ديسمبر الذي لن ينساه الشعب السوداني.
وعلى صعيد آخر، أكد توت قلواك رئيس لجنة الوساطة في مفاوضات السلام السودانية بجوبا أن الجبهة الثورية بجميع تنظيماتها بقيادة الدكتور الهادي إدريس ملتزمة بالتفاوض في منبر جوبا من أجل الوصول للسلام الذي سيحقق الاستقرار.
وقال قلواك في تصريحات، أمس، عقب اجتماع الوساطة مع قيادات الجبهة الثورية في جوبا، إن رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي انسحب من الجبهة الثورية، وعاد لاسمه القديم حركة تحرير السودان. وأكد قلواك التزام مناوي بتحقيق السلام في السودان، مشيراً إلى أنه سينسق مع مسار دارفور بالجبهة الثورية، مشدداً على أن الجبهة الثورية واحدة، وليس هناك جبهتان، وأكد استمرار المفاوضات، متوقعاً قرب تحقيق السلام في السودان، حيث أوشكت الأطراف المتفاوضة على الوصول إلى نهايته.
