يقبل العيد علينا لكنه يختلف عن الأعياد السابقة. عيد لن تكون فيه الزيارات العائلية ولا هدايا العيد التي اعتادت مجتمعاتنا عليها ولا الاحتفالات التي كنا نبتهج بها في هذه الأيام. سيلتزم الجميع في عيد هذا العام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا وعدم الاحتفاء بعاداتنا التقليدية من أجل سلامة الجميع. ومع أن العقل والمنطق يؤيدان ذلك لكن لا أحد ينكر أن ذلك سيسبب مشاعر الحزن واليأس في قلوب الكثير، لذلك جاءت عبارة «إنه لا توجد في قاموسنا كلمة اليأس» ضمن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في وقتها ومعبرة عن مشاعر الكثيرين.
أهم ما يتميز به القائد الناجح هو التفاعل والإحساس بشعبه والمقيمين في بلاده وهذا الذي حفز سموه خلال آخر محاضرة رمضانية التي نظمها مجلسه «عن بُعد» تحت عنوان «نحتفي بعاداتنا.. ونثمن سلامتنا» توضيح لأهمية عاداتنا إلا أن الحفاظ على سلامة الأهل والأبناء والبقاء في المنازل أكثر أهمية. فلا أحد عنده أي قدر من المسؤولية يريد أن يرى إصابات بين أهله مما سيشكل عبئاً على خط المواجهة الأمامية. كذلك شدد سموه على أن عدم الالتزام سيؤثر سلباً في المكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية وهذا سيكلف العوائل والدولة الكثير.
وقد ذكر سموه، «لذا ما أطلبه من مواطنينا والمقيمين هو البقاء في المنزل خلال الأسبوع الأخير من رمضان وخلال العيد، وخاصة للمسنين والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة». وقد أضاف، «أعلم أن الأمر صعب ولكن بالنسبة لنا، هذا يعني الحفاظ على سلامة أحبائنا».
فهذه السنة ستكون التهاني بالعيد مع العائلة والأصدقاء «عن بُعد» من خلال التطبيقات المختلفة مثل Zoom والبقاء في المنازل. كما أن هدايا العيد التي يتطلع لها الأطفال بشكل خاص ستكون بشكل مختلف هذا العام. فقد كانت نصيحة الدكتور محمد الظفيري، الناطق باسم الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بعدم توزيع الهدايا بشكل شخصي، بل تحويل الأموال عبر الإنترنت أو إعداد بطاقات الخصم المحملة مسبقًا لها وإذا كان لابد من النقد، يجب استخدام فواتير ورقية جديدة تم تطهيرها بالكامل.
ومع أنها كلها إجراءات احترازية لضمان سلامة الجميع إلا أنه من المؤكد سيكون هناك تذمر لهذا الوضع من قبل البعض ولهذا حث سموه على عدم اليأس، «ليس هناك يأس في قاموسنا» لأنه على علم تام بما تشعر به الغالبية. وقد قدم رسالة أمل للجميع مفادها أن العام القادم سيكون أفضل:«أريد أن أقول إن شاء الله، تعالوا بعيد الفطر العام المقبل وسنكون جميعنا بصحة وسعادة ودولنا والعالم بأسره سيكون أفضل».
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي